<p align=right><font size=2>السودانيون يخشون أن يؤدي صدور المذكرة إلى إغراق البلاد في الفوضى من خلال تشجيع متمردي دارفور. أي.بي.إيه</font></p>

«الجنائية الدولية» تتهم البشير بجرائم حـرب في دارفور

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس، مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، واتهمته بسبع اتهامات، أبرزها ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، وأسقطت عنه تهمة الإبادة، فيما رفضت الخرطوم قرار المحكمة، مؤكدة أن البشير سيحضر قمة الدوحة ويقوم بمهامه وواجباته.

وتفصيلا، أعلنت متحدثة باسم المحكمة في مؤتمر صحافي في مقر المحكمة في لاهاي أمس أن الغرفة التمهيدية الأولى أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وخلافا لما طلبه المدعي العام لويس مورينو اوكامبو، لم تصدر المحكمة مذكرة توقيف بتهمة الابادة.

وأعلن وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية علي أحمد كرتي رفض بلاده التام قرار المحكمة الجنائية الدولية، وقال في مؤتمر صحافي في القاهرة: إن السودان ليس عضوا فيها، وليست للمحكمة ولاية على السودان.

وكان وزير العدل السوداني عبدالباسط سبدرات، أكد في تصريح لقناة «الجزيرة» الفضائية أن بلاده لا تتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية، معتبرا قرارها سياسيا. وأضاف «قرارنا واضح، لم نسلم أحمد هارون (وزير الشؤون الإنسانية السوداني، ولم نسلم علي كوشيب، أحد قادة ميليشيات الجنجويد المؤيدة للحكومة، لا نتعامل مع هذه المحكمة، لا يمكن لأنهم أصدروا الآن مذكرة بحق البشير أن نتعامل معها، لأنها لا اختصاص ولا ولاية لها».

وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو في مؤتمر صحافي في مقر المحكمة في لاهاي: إن الحكومة السودانية ملزمة بموجب القانون الدولي بتنفيذ مذكرة التوقيف على أراضيها.

وهذه أول مذكرة توقيف تصدرها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس دولة يمارس مهامه منذ تأسيسها في .2002

ورحب زعيم حركة جيش تحرير السودان المتمردة في دارفور عبد الواحد محمد نور في باريس بقرار المحكمة، واعتبره «نصرا كبيرا لضحايا السودان ودارفور»، وقال إن «البشير وحكومته لن يفلتا بعد الآن من العدالة، وكل من ارتكب جريمة إبادة سيدرك أنه لن يتمتع بعد الآن بحرية التنقل في العالم».

وأضاف «الأمل كبير بأن تتوقف المجازر الجارية، الابادة ستتوقف حتما»، مؤكدا إن المسؤولين عن هذه المجازر كانوا يظنون أن البشير يحميهم، لكنهم اليوم سيعيدون التفكير في هذا الأمر».

وقبيل ذلك، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» إنها تلقت أمرا من الحكومة السودانية بإجلاء موظفيها الأجانب من دارفور.

وأوضحت المنظمة غير الحكومية الفرنسية على موقعها الالكتروني أن الحكومة السودانية امرتها بإجلاء موظفيها الدوليين في غرب وجنوب دارفور في الرابع من مارس كحد اقصى. واوضحت أن نحو 70 من موظفيها الأجانب والسودانيين ممن يتحدرون من مناطق خارج دارفور، تم اجلاؤهم أول من أمس، من مناطق زالينجي ونيرتيتي والمهاجرية وقلمة.

وصرح الناطق باسم الجيش السوداني العميد الركن عثمان الأغبش إن القوات المسلحة ستتعامل بالحسم مع كل من يتعامل مع ما يسمى المحكمة الجنائية الدولية.

ويخشى العديد من السودانيين أن يؤدي صدور المذكرة إلى اغراق البلاد في الفوضى من خلال تشجيع متمردي دارفور على شن هجمات جديدة أو دفع القوات الحكومية الى تنفيذ أعمال انتقامية ممن تعتبرهم مؤيدين لمثل هذه المذكرة.

واشنطن تدعو إلى ضبط النفس   
دعت الولايات المتحدة  أمس، كل الأطراف في السودان، وبينهم الحكومة السودانية، إلى ضبط النفس بعد صدور مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود خلال زيارة وزيرة الخارجية  هيلاري كلينتون في رام الله «ندعو كل الأطراف بما فيها الحكومة السودانية إلى ضبط النفس». وأضاف «يجب تجنب اعمال عنف اضافية تطال المدنيين والمصالح الاجنبية ولن يسمح بها».  
رام الله ــ أ.ف.ب  

روسيا: المذكرة سابقة خطيرة  
قال مبعوث الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف للسودان أمس: إن إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير تشكل «سابقة خطيرة». وأكد المبعوث الروسي ميخائيل مارغيلوف وفقا لوكالة ريا نوفوستي ان القرار غير الملائم للمحكمة الجنائية الدولية يوجد سابقة خطيرة في نظام العلاقات الدولية ويمكن ان تكون له آثار سلبية في السودان. 
موسكو ــ أ.ف.ب

باريس تطالب الخرطوم بالتعاون   
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه، أن بلاده تدعو السودان إلى التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية، التي اصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير.

وقال: إن فرنسا تدعو بإلحاح السودان الى التعاون الكامل مع المحكمة، من أجل تنفيذ القرارات التي اصدرها القضاة، طبقا لموجبات قرار مجلس الامن الدولي رقم .1593 وأضاف أن محاربة الإفلات من العقاب هي أمر لا يمكن فصله عن السعي الى احلال السلام في دارفور، كما في سائر أنحاء العالم، مشددا على أن باريس  مصممة على مواصلة جهودها الرامية الى التوصل الى تسوية سياسية. 
باريس ــ أ.ف.ب 

انزعاج مصري   
أعربت مصر عن «انزعاجها الشديد» إثر صدور مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، محذرة من تداعياته «السلبية المحتملة» على الوضع في السودان.

وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في بيان صحافي: ان مصر  تلقت قرار المحكمة بانزعاج شديد نتيجة التداعيات السلبية المحتملة لمثل هذا القرار على استقرار الأوضاع فى السودان، وعلى مستقبل تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وجهود تفعيل العملية السياسية فى دارفور.

ودعا مجلس الأمن الدولي الى عقد اجتماع عاجل وطارئ، بهدف اتخاذ قرار بطلب تفعيل المادة 16 من النظام الأساسي للمحكمة لتأجيل تنفيذ قرار التوقيف.

وأضاف ابو الغيط ان مصر أكدت أكثر من مرة أن التسوية السياسية الشاملة والعادلة لأزمة دارفور هي الضمان الوحيد لتحقيق العدالة على الأمد الطويل. وجدد دعوة مصر لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى تحت رعاية  أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون للاتفاق على رؤية شاملة ومتكاملة للتعامل مع التحديات المختلفة التى تواجه السودان وعلى رأسها أزمة دارفور.
في سياق متصل، قال معارضون مصريون ان المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تصدر أمرا باعتقال قادة اسرائيليين. وقال نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد حبيب «المسألة لا تعدو أن تكون محكمة هزلية لأنها تقوم بتصرف انتقائي يخضع لمعايير مزدوجة تؤكد سيطرة الادارة الاميركية على مجلس الامن». 
القاهرة ــ وكالات

الأكثر مشاركة