جولي كريستي ناشطة ضد «غوانتانامو»
اعتادت الممثلة جولي كريستي الشعور بالقلق عند تركيز عيون العامة نحوها. وخلال فترات طويلة من حياة هذه الممثلة التي وصلت الى الشهرة عبر افلام مثل «الدكتور زيفاغو » وبعيداً عن الجمهور المهووس، ابتعدت عن عالم السينما عندما تغيب في مزرعتها في ويلز، في حين يتقبل الاخرون شاكرين تلك الادوار التي ترفضها.
وحتى خلال هذه السنوات العجاف على صعيد مسيرتها الفنية، لا تشعر جولي انها بعيدة عن مشكلات العالم اذ يمكن قراءة سجل حملاتها الانسانية باعتبارها تاريخاً لانتهاكات حقوق الانسان خلال الـ40 عاماً الماضية.
وعادت كريستي أخيراً الى الاضواء حيث ركزت على دور بريطانيا في تعرض مواطن بريطاني للتعذيب في سجن غوانتانامو. واتهمت في رسالة نشرت الاسبوع الماضي الحكومة بانتهاج معايير مزدوجة، واتهمت وزير الخارجية بأنه يعمل على تغطية جرائم اميركا. ورد ميليباند في رسالة رافضاً اتهامات كريستي.
والشخص المقصود هو بنيام محمد، 31 عاماً، وهو من اصول اثيوبية، بذل محاموه جهوداً كبيرة لاقناع الحكومة البريطانية بتسليم وثائق تثبت مشاركة بريطانيا في تعذيب موكلهم. وتقول كريستي انها تشعر بالاشمئزاز مما اقترفته حكومة بلادها.
وقالت «كان ينبغي عليهم ان يفرجوا عن هذه الوثائق منذ زمن بعيد، فقد تعرض بنيام محمد للتعذيب في عام .2002 واذا لم يتم الافراج عن هذه الوثائق فلن تثبت براءة الرجل».
ويبدو ان الحرمان العاطفي الذي عانت منه الممثلة في طفولتها المعذبة جعلت من السهولة بمكان بالنسبة لها التعاطف مع أولئك الذين تم خطفهم من احضان عائلاتهم، واجبروا على العيش في بيئات غريبة. وعندما كانت كريستي في السادسة من عمرها، ارسلتها والدتها الى مدرسة داخلية في بريطانيا، وانفصل والداها وتركت كي تعيش عند عائلة من اقربائها. وهي تقول ان الصدمة الناجمة عن ذلك لم تغادرها حتى الان. وربما ذلك هو السبب الذي يجعلها ترفع صوتها دفاعاً عن الاشخاص الذين لايملكون صوتاً مثل محمد.
وتقول كريستي «انه أمر مرعب ان تبعد شخصاً عن العالم، وتمنعه من الاتصال مع اي شخص اخر، انهم يختفون من الحياة، وانه الامر الاكثر سادية الذي يمكن ان يقوم به المرء. وخصوصاً بالنسبة لشخص اتضح انه ليس مذنباً».
ويبدو ان الامر الذي اثار غضب كريستي الى ابعد حد، انها بعد ان امضت سنوات عدة تحتج على المظالم التي تقترفها الانظمة الاخرى، تجد نفسها تجابه انتهاكات هذه الحقوق في بلدها. وهي تتساءل: «ألم نتعلم اي شيء من الحرب العالمية الثانية، واهمية حماية حقوق الانسان، التي قيض لنا ان نكون في موقع كي نمنع انتهاكها من جديد».
وكانت الفكرة الاساسية لفيلمها الجديد«1939» تتمحور حول استجابة العالم لتهديد شرير، والذي قام باخراجه ستيفن بولياكوف، وشارك في بطولته غاريا بيبل نيغي وديفيد تينانت.
ويتابع الفيلم حظوظ عائلة ارستقراطية في نورفولك عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية. وتقول كريستي «يدور هذا الفيلم حول حركة الترضية التي قام بها الارستقراطيون الانجليز قبيل اندلاع الحرب. وألعب دور مناصر للترضية»، وكان يقصد بالترضية إيقاف هتلر عن شن الحرب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news