الشرطة الباكستانية عرضت رسوماً لمنفذي هجوم لاهور. إي.بي.إيه

واشنطن: باكستان مشكلة أكبر من أفغانستان

قالت الولايات المتحدة أمس، إن باكستان باتت تمثل من الآن فصاعداً مشكلة اكبر من أفغانستان، جاء ذلك في وقت أقرت إسلام آباد بثغرات في الإجراءات الأمنية بعد هجوم لاهور على منتخب الكريكيت السريلانكي، وعرضت رسوماً لمسلحين متورطين بالهجوم، معلنة التعرف إلى هويتهم.

وفي التفاصيل، صرح السفير الأميركي في كابول كريستوفر ديل في مقابلة نشرتها صحيفة «ذي غارديان» البريطانية امس، «يبدو (ان باكستان) ستصبح بالفعل مشكلة اكبر».

وقال ديل في المقابلة التي اجريت في مبنى السفارة «باكستان جعلت من دون شك من التيار الاسلامي المتشدد جزءاً من حياتها السياسية. يبدو من الآن فصاعداً، إن الامر يتعلق بعنصر متجذر بقوة في ثقافتها السياسية، وهذا ما يجعل الامور هناك اكثر صعوبة».

ورداً على سؤال حول المناطق القبلية الباكستانية التي تمتد على طول الحدود مع افغانستان، والتي يشتبه في انها تؤوي مسلحين، قال ديل «الجميع يقول: (سنذهب الى المناطق القبلية الخاضعة لادارة فيدرالية وسننظف هذه الأوكار). الا أننا نعرف ان بإمكاننا القيام بذلك نظرياً. لكننا لا نقوم الا بإثارة مشكلة اخرى عبر التسبب بردود فعل ضد وجود الاميركيين وغيرهم من الجنود الأجانب».

وتابع الدبلوماسي الأميركي «لا يوجد حل عجائبي... انه تحد صعب للغاية، ونعم انه على الأرجح اصعب من افغانستان».

وتوقع السفير الأميركي من جهة اخرى، ان يسبب ارسال تعزيزات عسكرية الى افغانستان تصعيداً في المعارك. وقال «نعم، سنشهد المزيد من اعمال العنف هذا الصيف... اننا على وشك اثارة قفير النحل».

من جهة أخرى، أقر مسؤول باكستاني امس بوجود ثغرات في الجهاز الأمني المحيط بفريق الكريكت السريلانكي الذي استهدفه اعتداء الثلاثاء الماضي في لاهور شرق باكستان.

وقال رئيس الادارة المحلية خوسرو برويز لوكالة فرانس برس «إننا نجري مراجعة واسعة النطاق للجهاز الأمني وسنحاول ان نرى كيف يمكننا ان نكون اكثر فاعلية في مكافحة الأعمال الإرهابية».

وأضاف برويز «يجدر بنا ادخال المزيد من الاحتراف الى الجهاز الأمني»، وتابع «ان الإرهابي يجب ان ينجح مرة واحدة لا غير، في حين ان الأمن يجب ان يكون فعالاً على الدوام. كل حادث يسمح برصد الأخطاء وعدم تكرارها».

وبثت محطات التلفزيون الباكستانية مشاهد التقطتها كاميرات المراقبة يظهر فيه المهاجمون يهربون سيراً على الاقدام، أو في عربات ثلاثية العجلات أو دراجات نارية في شوارع لاهور.

إلى ذلك، عرضت الشرطة الباكستانية امس رسوماً لأربعة مسلحين من 12 متورطاً بالهجوم، الذي قتل فيه سبعة باكستانيين (ستة من رجال الشرطة وسائق الحافلة).

وقال مفتش الشرطة في لاهور اصف رشيد «أعدت الرسوم وفقاً لروايات مالك الحافلة وسائق عربة ريكشو. يبدو ان عمرهم بين 25 و30 عاماً».

وانتقد حكمان أستراليان وآخر انجليزي حوصروا خلال الهجوم الإجراءات الأمنية، وقالوا إن قوات الأمن الباكستانية تركتهم بمجرد أن بدأ الهجوم. وقال الحكم الأسترالي سايمون توفيل للصحافيين في طريق عودته الى بلاده «حوصرنا في منطقة حرب. اطلاق النيران...استمر. كنا نفكر متى سيتوقف؟ من سيأتي لينقذنا كيف سنخرج من هنا؟ كنت أتوقع رصاصة».

وذكر مسؤولون أن الشرطة الباكستانية التي تسعى للحصول على أي أدلة ألقت القبض على عشرات الأشخاص من دون ان تتمكن من التوصل الى أي صلات بالهجوم. وصرح محقق لرويترز بأنهم عثروا على هاتف محمول قاد الى اعتقال مشتبه فيه حقيقي واحد على الأقل. وقال رئيس شرطة لاهور حبيب الرحمن في وقت متأخر الليلة قبل الماضية «ألقينا القبض على بعض الأشخاص احدهم عن طريق بطاقة هاتف محمول.. لكن ليس هناك صيد ثمين». وفي وقت لاحق، قال مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية أمس، إن السلطات تعرفت على هوية المسؤولين عن الهجوم الذي تعرض له فريق الكريكيت السريلانكي الأسبوع الجاري.

الأكثر مشاركة