تاتشــــر.. المــرأة «الحريريـــــة»
كشفت مؤسسة الإذاعة البريطانية عن مذكرات تعود لسياسية بريطانية محافظة مغمورة صارت تعرف في ما بعد بـ«مارغريت تاتشر»، تشتمل هذه المجموعة أيضاً على سلسلة من المقابلات التلفزيونية والإذاعية التي طواها النسيان مع البارونة تاتشر، حيث ترصد هذه المقابلات التحول التدريجي لهذه السياسية من مجرد ربة منزل في الأرياف إلى رقم صعب في السياسة الدولية يطلق عليها «المرأة الحديدية» خلال سبعينات القرن الماضي.
من ضمن هذه المواد أيضاً مقابلة أجريت معها عندما كانت وزيرة للتعليم، تحدثت فيها عن عملها الروتيني، ولماذا لا تلبس بنطلون الجينز، ولماذا تحب أن تشاهد الكوميديين موركامبل ووايز على التلفزيون.
وصفها مقدم برنامج على أنها تعكس «صورة مصغرة للسياسية المحافظة، المتروية، الساحرة، المهذبة، سيدة القبعات الجميلة».
بعض هذه الأوراق قد تم الإفراج عنها لتتزامن مع أعمال درامية في قناة الـ بي بي سي الثانية سقوط هذه السياسية عام ،1990 حيث يعود تاريخ هذه الأوراق لعام 1957 قبل أن تصبح نائبة برلمانية.
وتشتمل الأوراق على ملحوظة مقدمة لرئيس قسم البرامج النسائية تصف هذه السيدة المحافظة المرشحة لدائرة فينشلي والمدعوة للظهور على التلفزيون، «السيدة تاتشر شابة في الـ30 من عمرها، جميلة، جذابة الملبس، تتمتع بأنوثة طاغية، وكما هو متوقع من محامية فإنها واضحة دقيقة، ترتب أفكارها بشكل جيد، ويتمثل سحرها في أنها لا تشبه سيدة عاملة».
بعد عامين من ذلك وحين أصبحت نائبة برلمانية عن منطقة فينشلي اختارها رئيس البرنامج الإذاعي «هل لديك سؤال» ارشي غوردون لتكون ضيفته من دون أي تحفظات. وكان قد قابلها للمرة الأولى باسم مارغريت روبرتس، مرشحة عن دارتفورد خلال انتخابات .1951
ويقول «اعلم أنها عصبية قليلاً خلال أيامها في دارتفورد لكنني اعتقد أنها تخلت عن ذلك الآن».
وعند ظهورها في برنامج «ساعة النساء» عام 1961 كوزيرة شؤون التقاعد، كتبت الـ بي بي سي تقييماً سرياً عن أدائها جاء فيه، «ان السيدة تاتشر تتحدث بدقة متناهية، بيد أنها تجيد استخدام العبارات بلباقة لتغطية المناطق الضعيفة من النقاش، وتتمتع بصوت أنثوي جيد، يعتبر من الدرجة الأولى بالنسبة للأصوات الإذاعية».
وبعد فترة قصيرة عندما أصبحت رئيسة للوزراء خضعت للتدريب لتخفيض نبرة صوتها عندما أدرك مستشاروها انه يتميز بالحدة.
ولم تكن تاتشر تعتقد بأن امرأة في زمانها يمكنها أن تصبح رئيسة للوزراء، «لقد كنت دوماً واقعية».
وفي العام نفسه في برنامج عن العطور والمستحضرات التجميلية لم تقر بأن بشرتها سميكة كما كان يتواتر عنها لكنها اعترفت، «لدي بشرة جافة جداً تماماً مثل الصنفرة لم يجد معها التسخين المركزي نفعاً».
عام 1974 وبعد أن خسر المحافظون الانتخابات وأصبحت وزيرة ظل للبيئة، حينها سألها برنامج الإذاعة الرابعة «الحديث السياسي» لماذا لا تلبس بنطلون الجينز؟ فأجابت «لا أحب أن أرى نفسي داخلها، اعتقد انها مناسبة للسيدات النحيفات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news