بنيام محمد: طليق «غوانتانامو» المرهق
تصدر طليق معتقل غوانتانامو بنيام محمد المشهد الإعلامي العالمي الأيام الماضية، بعد كشفه عن تفاصيل غير معروفة لما يجري في المعتقل، مؤكداً إن ظروف الاحتجاز في المعتقل تدهورت كثيراً بعد انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وبدأت رحلة بنيام الطويلة عام 1992 عندما كان عمره 14 عاماً، حيث فرّ والده من اثيوبيا آخذاً معه محمد وأشقاءه إلى الولايات المتحدة. وبعد عامين من العيش في واشنطن العاصمة، قرر الانتقال إلى بريطانيا، لكنه عاد بسرعة إلى الولايات المتحدة، تاركاً محمد وحيداً في لندن. وفي ،1996 أقنعه صديق له بتعاطي الحشيش، وبعد فترة قصيرة أصبح مدمناً فحاول معالجة نفسه في المساجد، لكن صديقه نصحه بالذهاب إلى افغانستان، حيث الإسلام النقي الذي فرضته طالبان هناك.
ونظراً إلى أنه لم يكن لديه جواز سفر، أخذ جوازاً من أحد أصدقائه، ووضع صورته عليه وسافر إلى اسلام آباد. ومن ثم عبر إلى افغانستان. وبعد أشهر عدة من وجوده هناك، أصيب بمرض الملاريا، وبينما هو في المستشفى للعلاج وقعت أحداث « 11 سبتمر ». وأدرك عندها أن الغرب سيضرب أفغانستان، فقرر أن يعود إلى بريطانيا، وانطلق إلى باكستان، وفي أثناء محاولته المغادرة من مطار إسلام آباد، شكت السلطات هناك بجواز سفره واعتقلته، وتم تسليمه لعناصر مكتب التحقيقات الفدرالية. وقال محمد في أثناء التحقيق إنه شاهد على الانترنت موقعاً يشرح كيفية صناعة القنبلة المعروفة بالقذرة، وعندها ساءت ظروف اعتقاله إلى أقصى حد، وقال محمد «ذكرت ذلك على سبيل الدعابة» لكن المحققيين أخذوا الموضوع على محمل الجد، وبدأ محمد يتعرض للتعذيب.
بعد ذلك، تم نقله الى دولة عربية، وهناك تعرض لأشد انواع التعذيب، ومن ثم إلى سجن غوانتانامو في كوبا. ووصف محمد للصحيفة عمليات التعذيب التي تعرض لها بعد اعتقاله، وروى تفاصيل عواقبها على نفسيته، وقال «كانت نتيجة تجربتي على الصعيد العاطفي اليوم هي أني أشعر بأني ميت عاطفياً»، وأضاف «يمكنكم أن تفعلوا بي ما تشاؤون ولن أشعر به». ويخضع محمد لعلاج نفسي في مؤسسة هيلين بامبر في لندن وهو مركز معروف عالمياً لمحالجة ضحايا التعذيب. وأشار إلى أنه تعرض لأسوأ ممارسات التعذيب في افغانستان في سجن سري لوكالة المخابرات المركزية، حيث اعتقل طوال خمسة أشهر. وقال «في تلك الفترة كدت أن اصبح مجنوناً» وأضاف «يبدو لي أن خروجي سليماً اعجوبة». وأكد أنه شهد في المغرب تآمر جهاز الاستخبارات البريطانية ام اي5» مع سجانيه، وأنه كان يزود الأجهزة الأمنية بالأسئلة والمعلومات. وقال بنيام محمد «عندما عرفت أن البريطانيين يتعاونون مع الذين يمارسون التعذيب ضدي شعرت أني أصبحت مجرداً من كل شيء. وتفاقم وضعي عندما بدأوا يطرحون عليّ أسئلة يقدمها لهم البريطانيون، باعوني» . أما في غوانتانامو، فقد كانت ظروف الاعتقال معقولة مقارنة بما سبق، لكن بعد انتخاب أوباما ساءت الأوضاع كثيراً. ويبدو أن الحراس كانوا يرغبون في «انتقام» أخير قبل إغلاق هذا السجن. ويأمل محمد البقاء في بريطانيا، حيث يستفيد من حق إقامة مؤقتة، وقال «إنه المكان الذي يمكن أن أدعوه بيتي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news