التجسس الروسي على بريطانيا يعيد أجواء الحرب الباردة

تحاول أجهزة مكافحة التجسس في بريطانيا التعامل مع المنظمات الاستخباراتية الأجنبية بمسؤولية أكبر، بعد أن حذر تقرير رسمي من تنامي ظاهرة التجسس على المنشآت البريطانية في السنوات الأخيرة . وبعد تسميم العميل الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو، في محاولة لقتله من طرف الاستخبارات الروسية، في لندن قبل ثلاث سنوات، بدت الأجواء مشحونة إلى حد وصفها بعضهم بأنها حرب باردة جديدة.

وتسعى بريطانيا تحديث جهاز الاستخبارات المكلف بمكافحة التجسس «ام أي 5» ليكون في مستوى التحديات الجديدة، وسيتم تخصيص مبالغ كبيرة لهذا الغرض . وسيتم التركيز، حسب التقرير، على العملاء الروس الذين يتم تشغيلهم انطلاقاً من موسكو.

ويقول مدير الجهاز جوناتن إفانز، إن «نشاطات الاستخبارات الروسية غير المعلنة على الأراضي البريطانية لم تتوقف يوماً منذ انتهاء الحرب الباردة»، وأضاف «يبذل الجهاز قصارى جهده لحماية المملكة المتحدة من محاولات روسيا التجسسية»، ويعمل 3382 عميلاً في الجهاز، حسب تقرير اللجنة الأمنية الخاصة، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 4000 في .2011

ويعمل 3.5٪ من العملاء في قسم مكافحة التجسس القادم من روسيا والصين.

ولم يتطرق تقرير اللجنة إلى مستوى المراقبة الأمينة التي تم رفعه من طرف السلطات البريطانية، نظرا لحساسية المسألة. كما حذر إفانز من نقص في العاملين الأمر الذي ينعكس سلباً على آدائه.

و يرى الخبير في جامعة كنت ريتشارد سكوى أن الجانبين، البريطاني والروسي، «ينزلقان نحو حرب باردة جديدة»، وأشار إلى أن حالة انعدام الثقة لاتزال السائدة على الرغم من مرور 20 عاماً على انتهاء الحرب الباردة، نظرياً، وعمليات التجسس هنا وهناك دليل على ذلك.

يقول خبراء في مجال الأمن إن نشاطات الجواسيس الروس في بريطانيا تقوّض، وعلى نحو خطير، جهود الحرب ضد الإرهاب وتزيد من احتمال وقوع عملية إرهابية في المملكة المتحدة. ويخشى مسؤولون أمنيون في بريطانيا من أن يؤدي تركيز جهودهم على التصدي للجواسيس الروس إلى زيادة من احتمال نجاح واحدة من المؤامرات الكثيرة للجماعات التي تهدد المملكة المتحدة، مشيرين إلى أن هذا التحذير يأتي بعد الكشف عن أن روسيا تعتبر الآن ثالث أكبر تهديد يواجه بريطانيا.

وأثارت بريطانيا مشكلة الجواسيس الروس على المستويات الدبلوماسية وتحدثت إلى موسكو، وطلبت منها وقف نشاطاتهم، غير أن رد الأخيرة، واستناداً إلى مصدر أمني بريطاني كان «كل طرف يتجسس على الطرف الآخر».

وقالت مصادر أمنية إن مصادر جهاز الأمن الداخلي البريطاني «إم آي 5» استنفدت إلى أقصى طاقاتها، وصار يسخّر جميع أصوله في عملية واحدة لمواجهة تهديد الجواسيس الروس، بعد أن كان يسخرها في عمليات مكافحة الإرهاب. ورجح مراقبون احتمال أن يكون جهاز الاستخبارات الروسي، اقام شبكة تضم 30 جاسوساً في بريطانيا يعملون على مراقبة نشاطات وتحركات المنشقين الروس ومعارضي نظام موسكو، واستهداف رجال الأعمال والعلماء والنواب لسرقة أسرار الدولة.

عن «ديلي ميل»

تويتر