ضباط أميركيون عجزوا عن منع التعذيب في «غوانتانامو»
بالنسبة إلى كثيرين، يعدّ السجن الحربي الأميركي في القاعدة البحرية في خليج غوانتانامو في كوبا مرادفا لكلمة الظلم، لكن كتابا جديدا يؤكد أنه لم يكن دوما كذلك.
ويحكي كتاب «أقل الأماكن سوءا..المئة يوم الأولى في غوانتانامو» الذي ينشر اليوم، كيف حاولت حفنة من مشاة البحرية الأميركية، بقيادة البريغاديرـ جنرال مايكل لينيرت في عام ،2002 احترام اتفاقات جنيف، على الرغم من جهود وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لإبقاء السجناء محرومين من الحقوق القانونية.
وتقول المؤلفة كارين غرينبيرغ «كانوا أبطالا ..لأنهم كانوا رجالا عاديين يحترمون القانون».
ويروي الكتاب كيف اختير غوانتانامو على عجل لإيواء محتجزين من الحرب في أفغانستان، تم تصويرهم للحراس باعتبارهم «أسوأ» أخطر أعضاء تنظيم القاعدة المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر.
وعلى الرغم من افتقاره إلى أي إرشادات بشأن وضعهم، أو حتى هوياتهم، قاوم لينيرت بشدة معاملة المحتجزين كحيوانات، وخالف أوامر رؤسائه بدعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى زيارة المعسكر.
ويقول الكتاب إن لينيرت دخل في مواجهة مع ضباط من الجيش اختارهم بعناية وزير الدفاع وقتها دونالد رامسفيلد. وكانت هذه المجموعة تفضل سياسة إهانة المحتجزين أسلوبا لاستجوابهم . كما جاء في الكتاب، أنه بعد 100 يوم فقط، جرى تهميش لينيرت، ليمهد الطريق لما وصفته غرينبيرغ بأنه «كارثة محتومة» من سوء المعاملة والتعذيب الذي دانته جماعات حقوق الإنسان والكثير من الحكومات.
وفي محاولة للوقوف على مصدر المشكلات، قابلت مؤلفة الكتاب التي تترأس مركز القانون والأمن في كلية الحقوق في جامعة نيويورك أشخاصا كانوا في غوانتانامو حراسا وضباطا وسجناء سابقين. وقالت غرينبيرغ «كانوا يريدون التحدث لأنهم عرفوا أنني أكتب عن السجن، وبالتالي سيفهم أطفالهم ما حدث، هناك شعور كريه تجاه غوانتانامو».
وبعد شهور قضتها في مقابلة أميركيين، ذهبت المولفة للبحث عن محتجزين سابقين في بريطانيا، ربما يحكون عما يناقض ما كانت تكتبه . وكانت مهتمة بصورة خاصة بكيفية معالجة لينيرت إضراب عشرات السجناء عن الطعام. وقالت «عندما تحدثت إلى سجناء عن الأمر، لم يؤيدوا القصة فقط بل زادوها». وأضافت غرينبيرغ «حكوا كيف جلس لينيرت على الأرض وأخذ في البكاء. كان لذلك تأثير هائل في هؤلاء الرجال..كيف كان مذهولا لأن ما حدث انتهك بشدة ما كان يحاول تحقيقه». وذكرت أن من بين مفاجآت أخرى أن الحراس والسجناء قالوا إنهم رأوا أنفسهم في الطرف الآخر. وقالت «كانوا أطفالا متعثرين ضائعين على نحو ما في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات من العمر، لا يعرفون كيف سيواجهون العالم، وانضموا إلى قضية لمجرد أن يعيشوا حياة يفتخرون بها». وأوضحت غرينبيرغ أنها ركزت متعمدة ليس على سوء المعاملة في غوانتانامو، ولكن على ما أدى إليها تحذيرا من أجل المستقبل. وأضافت «باختصار تقول وزارة الدفاع (البنتاغون) إن المحترفين لا ينتمون إلى هنا، والمقصود بالمحترفين المحامون الذين يحترمون الاتفاقيات العسكرية».