الأرمن يصرون على البقاء في العراق

أكد الزعماء الروحيون للطائفة الأرمنية الصغيرة العدد في العراق إصرارهم على البقاء في بلادهم، على الرغم من العنف الذي طالت شظاياه أبناؤها خلال الأعوام القليلة المنصرمة. واستطاعت الطائفة بفضل ابتعادها عن الأضواء البقاء في أرض الرافدين منذ وصول طليعة أبنائها من التجار المغامرين مطلع القرن السابع عشر.

وخلافا للمسيحيين العراقيين الذين يهاجرون بأعداد كبيرة بسبب تعرضهم للخطف والقتل، يصر الأرمن ممن لم يغادروا على البقاء في أرضهم. وقال الارشمندريت ناريغ اشكانيان (63 عاماً) بينما كان كاهن يسجل آخر الولادات والوفيات في صفوف الطائفة «نحن هنا لنبقى، فهذه أرضنا أيضا، على الرغم مما نواجهه من مصاعب في بعض الأحيان». ويبلغ عدد أفراد الطائفة حاليا نحو 12 ألفاً، بينهم 7000 إلى 8000 في بغداد، فيما يبلغ عدد سكان العراق 29 مليون نسمة، وكان عددهم 40 ألفاً في الخمسينات.

ويعود الوجود الأرمني في العراق إلى القرن السابع عشر، عندما غامر تجار في التجول ضمن قوس يمتد من إيران، نزولا باتجاه مرفأ البصرة قبل أن يصعد باتجاه بغداد. ولقي ما لا يقل عن 45 أرمنياً مصرعهم منذ سقوط النظام السابق عام 2003 في أعمال عنف طائفية أو إجرامية، في حين تعرض 32 منهم للخطف مقابل فدية مالية لايزال اثنان منهم في عداد المفقودين. وأكد اشكانيان إن «عمليات الخطف توقفت عام 2008».

تويتر