إسرائيل تهدف إلى إفراغ حيّ البقعة من سكانه. الإمارات اليوم

خطر التهجير يهدّد سكان حيّ البقعة في الخليل

يهدد خطر التهجير 2500 فلسطيني من سكان حي البقعة شرقي مدينة الخليل، عقب تسليم الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام لهم إخطارات بوقف البناء بحجة عدم الترخيص، بينما تسلموا وعلى مدار الفترة الماضية إخطارات بهدم منازلهم وبرك المياه التي تستخدم لري أراضيهم الزراعية، بدعوى الترخيص، حيث يعد الحي من أخصب الأراضي الزراعية في الضفة الغربية.

وتهدف إسرائيل إلى الاستيلاء على حي البقعة الذي تبلغ مساحته 5000 دونم في إطار توسعها الاستيطاني، كونه محاطا بمدينة «كريات أربع» الاستيطانية التي تعد الأكبر في الخليل، ومستوطنة «خارصينا»، في الجهة الشرقية للمدينة، وبالطرق الالتفافية التي شقتها إسرائيل وسط أراضي الأهالي، لتؤدي إلى المستوطنات التي تحيط بالحي، وتربطها ببعضها .

وقال الخبير في شؤون الاستيطان وعضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية، عبدالهادي حنتش، لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي «إن منازل المواطنين الفلسطينيين مهددة بالهدم منذ فترة، وتسلم سكان الحي إخطارات من الاحتلال الإسرائيلي من أجل ذلك، وفي الخامس من مارس الجاري عاد ليسلمهم إخطارات وقف البناء في المنطقة، بحجة عدم الترخيص».

وأوضح أن غرض إسرائيل من ذلك هو تفريغ حي البقعة من سكانه من أجل ضمه لمستوطنتي كريات أربع وخارصينا، حيث تهدف إلى ضم نحو 000 3 دونم منه، وحاولت في مرات سابقة طرد الأهالي من الحي، من خلال إخطارات الهدم، لكنهم رفضوا ذلك وتمسكوا بوجودهم في أراضيهم.

وأضاف حنتش «وصلت إخطارات الهدم التي تسلمها السكان في مرة واحدة إلى 52 إخطارا، وطالت أحدث الإخطارات التي تسلمها السكان قبل شهور ما يزيد على ثمانية منازل وأربع برك مائية تستخدم لري أراضي الأهالي الزراعية، بحجة عدم الترخيص».

وذكر أن غالبية المنازل والأراضي التي تهدف إسرائيل إلى هدمها تعود إلى عائلات جابر و سلطان والأشهب، والتي تمثل نسبة كبيرة من سكان الحي.

طرق التفافية
وأوضح الخبير في شؤون الاستيطان أن حي البقعة محاط بطرق التفافية شقتها إسرائيل وسط أراضي المواطنين الفلسطينيين، حيث شقت نحو ألفي دونم منها في الحي، جزء منها شوارع ترابية، وحولتها إلى طرق التفافية، ووصل عدد منها إلى مشارف البيوت، وأصبح جزء كبير من المنازل داخل هذه الطرق، وأغلق الاحتلال بعد ذلك جميع الطرق المؤدية إلى الأحياء السكنية في البقعة، وعزلها عن المناطق المجاورة.

وأفاد بأن حي البقعة من أخصب الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، وهذا ما دفع إسرائيل إلى شق الشارع الالتفافي رقم 60 عبر أراض زراعية في البقعة، والتي تعد الأخصب في الضفة، ما تسبب بتخريب المزروعات الموجودة، وخصوصا العنب الذي يعد من أجود أنواع العنب في العالم، وهو مصدر الرزق الرئيس للسكان.

وبين حنتش أن إسرائيل قامت بتخريب مزروعات العنب لضرب الاقتصاد الفلسطيني في المنطقة، حتى لا يؤثر في المنتجات الزراعية الإسرائيلية، لا سيما أن إسرائيل تفتقر إلى نوع العنب الموجود في حي البقعة.

وذكر أن إسرائيل هدمت وعلى مدار الفترات السابقة، عددا من منازل الفلسطينيين وبرك المياه التي يستخدمونها في ري أراضيهم الزراعية. ولفت حنتش إلى أن المستوطنين يواصلون تخريب مساحات واسعة من الأراضي والمزروعات، مدعومين بقوات الاحتلال، ولا تزال إسرائيل تغلق الطرق المؤدية إلى منازل السكان في الحي.

وأوضح الصحافي الفلسطيني عوض الرجوب من الخليل أن مستوطنتي كريات أربع وخارصينا، اللتين تحيطان بحي البقعة من جهاته الأربع، تعزل سكان الحي عن مدينة الخليل الأم، وتقيد من حركتهم . إضافة إلى أن الطرق الالتفافية التي تم شقها تعزلهم عن الأحياء السكنية المجاورة، كونها تغلق جميع المداخل المؤدية إلى الحي.

ولفت إلى أن إسرائيل ضيقت الخناق على السكان وعزلتهم عن كل ما يحيط بهم، لتدفع بهم لترك الحي، ضمن خطة التهجير القسري، حتى يتم الاستيلاء عليه، إلا أن السكان صمموا على البقاء في أرضهم، متمسكين بمنازلهم.

الأكثر مشاركة