معركة فريمان

تستحق المعركة الدائرة بشأن استقالة المرشح الأميركي لمنصب استخباراتي - تشيز فريمان - ما هو أكثر من المتابعة العابرة.

ففي اليوم التالي لاعتذار فريمان عن مهمته المكلف بها من إدارة أوباما، معلناً تخوفه من حصار اللوبي الاسرائيلي أدخلت «واشنطن بوست» نفسها طرفاً في القضية فأوقفت افتتاحيتها بالكامل هجوما على الرجل، وشاركت في حملة اغتياله المعنوي بأنه «رجل الصين والسعودية» واعتبرته «غاوي شهرة من بوابة نظرية المؤامرة»، وبرأت جماعات الضغط اليهودية من التخطيط لعزله، مؤكدة أن الأمر لو كان كذلك «ما جبنت عن إعلان موقفها».

اللجنة الإسرائيلية الأميركية للشؤون العامة (ايباك) -وقد وجدت الحال هكذا - ارتدت مسوح البراءة فخرج ناطقها الرسمي جوشيا بلوك، يتنصل من القصة بالقول «إن منظمته لم تتخذ موقفاً رسمياً ضد فريمان، ولم تكتل ضده في الكونغرس».

على الطرف المقابل -بدت قوى حقوقية أميركية وعالمية متماسكة ومتصاعدة في شن هجومها المضاد -في مواجهة أمواج اليمين العاتي.

ففي نشرتها اليومية هزأت منظمة «فير» المعنية بدقة الإخبار في أميركا والعالم من دعاوى ايباك، وقالت ان المنظمة الموالية لإسرائيل لم تتبن موقفاً رسمياً، لكن سخرت صحافييها من وراء ستار لتدمير فريمان سياسياً.

منظمة تيكون مضت أبعد من ذلك، حيث نشرت مقالات جيرفي جولد برغ وستيفن روز وآخرون، بينما كشفت منظمات ومطبوعات أخرى عن الحملة السياسية والإعلامية التي قادها السيناتور تشارلز تشومر والقريب من ايباك بما في ذلك اجراء طوفان مكالمات مباشرة للبيت الأبيض تحذر من فريمان.

من حاصل القول ان نقر بنصرة ايباك وأخواتها في عزل الرجل الذي قال «إنه أمر خالٍ من المسؤولية أن لا تُسأل اسرائيل عما تفعل»، لكن من العدمية أيضاً ان لا نلمح ما رآه المفكر والناشط جيمس زغبي، من ان مناصرة اسرائيل في اميركا لم تعد «دينا سياسيا»، وانه اصبحت وجهة نظر - وأن ثمة ضوءاً في نهاية النفق مهما بدى خافتاً.

تويتر