«سوكوم».. جيش أميركا السري

تخوض الولايات المتحدة منذ عام 2001 حرباً صعبة في افغانستان منذ أواخر عام ،2001 وحرباً أخرى أكثر ضراوة في العراق منذ مارس عام ،2003 وبعد كل ما تخللها من عمليات عسكرية كبيرة قامت بها القوات الأميركية وما تعرضت له من هجمات خطيرة تأخذ هذه الحرب في العراق حالياً منحنى تنازلياً، حيث يستعد نحو 100 ألف جندي للانسحاب بحلول اغسطس من عام 2010 ليتبقى ما بين 40- 50 ألفاً يتولون تدريب قوات الأمن العراقية وحماية الدبلوماسيين والمدنيين الأميركيين والقيام بما يصفه المسؤولون الاميركيون بمهمة «محاربة الإرهاب والتصدي له»، وهو ما يعني محاربة تنظيم القاعدة قبل كل شيء وبالطبع فإن قسماً من القوة الأميركية المتبقية في العراق سيتكون من افراد القوات الاميركية الخاصة التابعة لقيادة العمليات الخاصة، حيث يتمتع اعضاء هذه القوات وأفراد قيادتها بغطاء شامل وكثيف من السرية، والتي تعرف اختصارا بالإنجليزية «سوكوم» نظراً لانهماك اعضاء تلك القيادة بشكل عميق في عمليات «مكافحة الارهاب» في العراق.

كما تشرف تلك القيادة على العديد من عمليات القوات الاميركية بما فيها سلاحا البحرية والجو، إضافة الى قوات المارينز وتطبق في عملها اساليب سرية تارة وأخرى علنية تارة أخرى مستعينة بمصادر خارجية للمعلومات الاستخبارية والعسكرية والأمنية والعامة، الى جانب عمليات الاستطلاع ودراسات علم النفس والعمل المباشر وعمليات مكافحة المخدرات.

وفي واقع الأمر فإن قوة «سوكوم» كانت القوة الديناميكية المحركة لكثير من الفعاليات في افغانستان والعراق حتى قبل بدء الحرب في كل منهما فقد اشتركت المجموعة الخاصة الـ10 من سوكوم ومجموعة أخرى من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي اي إيه» في تحرك واحد وكانتا أول من دخل العراق قبل غزوه عام .2003 وطبقاً لتقارير اميركية، فإن تنسيق جهود المجموعتين أدى الى تنظيم الميليشيات الكردية المسلحة «البيشمركة» ومساعدتها في هزيمة جماعة انصار الإسلام في شمال العراق على مقربة من الحدود مع ايران واستعادة السيطرة على منطقة من بين يدي تلك الجماعة المتحالفة مع القاعدة، كما قادت المجموعتان ميليشيات البيشمركة ضد جيش الرئيس العراقي السابق صدام حسين في الشمال، ما سهل من غزو العراق الى حد كبير.

تويتر