تحديد إقامة نواز شريف وشقيقه لوقف «المسيرة الطويلة»

»المسيرةالطويلة« للمحامين في طريقها من كراتشي إلى إسلام آباد. رويترز

حددت الحكومة الباكستانية أمس إقامة رئيس الوزراء الأسبق وزعيم المعارضة نواز شريف وشقيقه شهباز، في إطار المساعي المبذولة للحيلولة دون مشاركتهما في المسيرة الاحتجاجية الضخمة التي تشهدها البلاد، فيما قال المتحدث باسم الرئيس الباكستاني إن الرئيس آصف زارداري يسعى إلى التفاوض مع معارضيه لإنهاء الاحتجاجات المناوئة للحكومة.

وتفصيلا، قال مسؤولون رفيعو المستوى لقناة «جيو» الإخبارية الخاصة، في تصريحات نقلتها على موقعها على الإنترنت، إنه لن يسمح لنواز شريف وشقيقه شهباز بالخروج من مدينة رايوند المتاخمة للاهور عاصمة إقليم البنجاب. وأشارت إلى أنه لن يسمح لنواز وشهباز شريف بدخول إسلام آباد، أو الخروج منها، إلا بناء على أوامر فيدرالية بذلك . ويأتي ذلك فيما تواصلت لليوم الثاني «المسيرة الطويلة» للمحامين الباكستانيين بدعم من أحزاب المعارضة إلى العاصمة إسلام آباد، للمطالبة بإعادة القضاة المعزولين، وفي مقدمتهم رئيس المحكمة العليا افتخار تشودري، على الرغم من الحظر المفروض على المسيرات واعتقال مئات من قيادات وأنصار المعارضة . وانطلقت المسيرة أول من أمس من كراتشي عاصمة إقليم السند جنوبا وكويتا عاصمة إقليم بلوشستان غربا، على أمل بأن تتخذ المسيرة زخما أكبر مع وصولها إلى لاهور عاصمة إقليم البنجاب، في طريقها إلى الاجتماع في إسلام آباد بحلول يوم غد الاثنين.

وتعهد نواز شريف في تصريحات أدلى بها أمس، في إقليم البنجاب، بالمضي في إتمام المسيرة والاعتصام في إسلام آباد بأي وسيلة، قائلا إنه لن تجرى محادثات أخرى من أجل الحصول على مكاسب سياسية. وأوضح أنه مستعد للمصالحة، غير أنه تساءل «من يضمن الرئيس زارداري؟».

وقال المتحدث باسم الرئيس الباكستاني إن آصف زارداري «المحاصر» بالمشكلات يسعى إلى التفاوض مع معارضيه لإنهاء الاحتجاجات المناوئة للحكومة. وأوضح المتحدث فرحة الله بابار أن الحكومة قررت بعد اجتماع استغرق ساعات عدة بذل الجهود لإنهاء التوتر من خلال الحوار والمصالحة واحترام الدستور.

وأضاف «أعرب المشاركون في الاجتماع عن أملهم بأن يلقي هذا العرض ردا إيجابيا من القوى السياسية في البلاد». وجاء عرض إجراء المفاوضات مع جماعات المعارضة، بعد إخفاق جهود بذلها رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، ورئيس الأركان أشفق برفيز كياني والدبلوماسيين الأجانب لإقناع زارداري بحل وسط لنزع فتيل التوتر السياسي. وكانت صحيفة «نيوز» الباكستانية ذكرت إن زارداري أبلغ الجنرال كياني أنه قد يفكر في صيغة للمصالحة فقط بعد يوم الاثنين، عندما تنتهي حمى «المسيرة الطويلة» .

وواصل أحزاب المعارضة والمحامون المناوئون للحكومة أمس مسيرتهم في طريقهم إلى إسلام آباد. وتجمّع مئات من المحامين بأزيائهم السود في وسط مدينة مولتان، واشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب التي منعتهم من مواصلتهم مسيرتهم إلى لاهور عاصمة البنجاب. وأثارت هذه الإجراءات القوية تجاه الأحداث الانتقادات من نشطاء المنظمات الحقوقية، فضلا عن إشاعة الاستياء داخل حزب الشعب الباكستاني الذي يقوده زارداري.

وعلى صعيد آخر، ذكرت التقارير أن وزيرة الإعلام شيري رحمن تقدمت باستقالتها، بعد أن أخفقت في إقناع زارداري برفع الحظر الذي فرضه على القنوات التليفزيونية ، إلا أن المتحدث باسم الرئيس قال إن رئيس الوزراء جيلاني رفض قبول الاستقالة. وتعد رحمن ثاني عضو في الحكومة الباكستانية تتقدم باستقالتها خلال أسبوعين.

وشن صفدار عباسي، عضو البرلمان والزعيم البارز في حزب الشعب، هجوما عنيفا على زارداري في أثناء لقائه المحامين. وقال «أنت زارداري تفقد سمعتك في الحزب، والأمة ليست مستعدة للثقة بك، بالله عليك استعد صدقيتك، وإذا لم تفعل، فهذه ستكون نهاية الحزب».

معاقبة قناة «جيو» التلفزيونية لتغطيتها الاحتجاجات

قال مسؤولو قناة «جيو» التلفزيونية الإخبارية الباكستانية الخاصة إن شركات تزويد الخدمات التلفزيونية الكابلية أوقفت بث القناة، وذلك على ما يبدو بناء على أوامر من الحكومة، على خلفية تنظيم المعارضة «المسيرة الطويلة» في إسلام آباد من أجل المطالبة باستقلال السلطة القضائية.

ويحظى الحدث بتغطية شاملة من وسائل الإعلام الباكستانية، بينها قناة «جيو» التليفزيونية التي توقف بثها فجأة في العاصمة وعدد من المدن الباكستانية.

وقال المدير الإداري للقناة أزهر عباس «وفقا للمعلومات الواردة إلينا، أعطت الحكومة أوامر لشركات تزويد الخدمات التلفزيونية الكابلية في عدد من المدن لوقف إرسال قناة جيو التليفزيونية». وأضاف «هذا، لأننا نبقي مشاهدينا على علم بآخر المستجدات حول المسيرة الطويلة والتطورات السياسية الأخرى، والحكومة لا يروق لها ذلك».

إسلام آباد ــ د.ب.أ

تويتر