البشير يدعو من دارفور المتمردين إلى إلقاء السلاح
دعا الرئيس السوداني عمر البشير أمس متمردي إقليم دارفور إلى إلقاء السلاح خلال ثاني زيارة يقوم بها إلى الاقليم، منذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه قبل أسبوعين، متعهداً في الوقت نفسه بتقسيم الإقليم إلى ثلاث ولايات من أجل «تقوية الإدارة الأهلية». فيما حملت واشنطن البشير مسؤولية «كل وفاة» تحصل في مخيمات دارفور جراء قراره طرد 13 من أبرز المنظمات الدولية غير الحكومية.
وتفصيلا، اعتبر البشير خلال زيارته نيالا عاصمة جنوب دارفور أن التمرد اندلع في الإقليم «من أجل التنمية، والتنمية بدأت الآن وهي مستمرة».
وكان رجال من ميليشيا محلية في المنطقة، يمتطي بعضهم أحصنة، رحبوا بحرارة بالبشير لدى وصوله صباحاً إلى سبدو في ولاية جنوب دارفور، على بعد 45 كيلومتراً جنوب مدينة الضعين. على متن مروحية، وتأتي زيارته لجنوب دارفور بعد 24 ساعة من مقتل جندي من القوة المختلطة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في هذه الولاية.
ودعا البشير في خطاب ألقاه في ساحة مكشوفة وسط انتشار كبير لقوات الجيش، الى توحيد سكان دارفور وطلب من المتمردين إلقاء سلاحهم.
وقال بالعامية السودانية «اللي دخل بين أهل دارفور هو الشيطان»، مضيفا «نحن عايزين نعيد الوحدة تاني لأهل دارفور، وندعو كل ابنائنا واخواننا اللي شايلين السلاح، نقول لهم ما له لزوم شيل السلاح»، معتبراً أن حمل السلاح كان من أجل «التنمية والتنمية الآن بدأت وشغالة».
وتعهد البشير بتقسيم إقليم دارفور إلى أكثر من ثلاث ولايات من أجل «تقوية الإدارة الأهلية وتعزيز دورها في حفظ الأمن وتوفير الخدمات». وأكد أن زيادة الخدمات وتحسين الأحوال المعيشية لأهل دارفور هو «ردنا» على المحكمة الجنائية الدولية، مشدداً على أنه ليست الولايات المتحدة ولا بريطانيا هي التي تختار رئيس السودان، وإنما الشعب السوداني هو الذي يختار رئيسه. وقوطع البشير أكثر من مرة بهتافات التأييد.
وقال أحد افراد الميليشيا، ويُدعى حسن الحسن، لوكالة فرانس برس «إننا جميعاً من الرزيقات (قبيلة عربية في دارفور) وكلنا ننتمي إلى قوات الدفاع الشعبي». وأضاف «نساند الحكومة وسوف نذبح أوكامبو»، في إشارة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي طلب في يوليو الماضي إصدار مذكرة التوقيف بحق البشير، متهماً إياه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وبالقرب منه، وضعت لافتة بيضاء على حمار، وكتب عليها «أوكامبو». كما أحرقت في ما بعد دمية مجسمة تشبه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الوضع في إقليم دارفور بأنه «مريع»، مشددة على أن طرد البشير لمنظمات المساعدات الإنسانية يضع 4.1 ملايين شخص في خطر، مضيفة أن الرئيس السوداني «سيكون مسؤولاً عن كل وفاة تحصل في هذه المخيمات».
ومن دون أن تسمي الصين التي تعتبر أحد أبرز الداعمين الدوليين للخرطوم، حذرت كلينتون من أن الحكومات التي تدعم قرار البشير طرد الطواقم الإنسانية تتحمل مسؤولية إقناع الحكومة السودانية بالعودة عن قرارها.
وأوضحت أن على السودان السماح لهذه المنظمات بالعودة «وفي حال لم يفعل ذلك، عليه أن يستبدل المساعدات والطواقم التي طردت للحفاظ على الأرواح البريئة».
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت وود، إلى أن الولايات المتحدة كثفت الاتصالات خلال الأيام الماضية مع دول «رئيسة» مثل الصين، وكذلك مع الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، وطلبت من هذه الأطراف ممارسة نفوذها على السودان لاقناع البشير بالعودة عن قراره.
و ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالكمين الذي أودى بحياة جندي في قوة السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، وأعرب عن القلق إزاء سلامة هذه القوة.
أوباما يعيّن موفداً خاصاً إلى السودان يعين الرئيس الأميركي باراك أوباما الجنرال المتقاعد في سلاح الجو سكوت غرايشن موفداً خاصاً له إلى السودان، لمواجهة ما تصفه واشنطن بالوضع «المريع» في إقليم دارفور. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية طلب عدم الكشف عن اسمه أن الرئيس سيعين غرايشن موفداً خاصاً إلى السودان. ويأتي الإعلان في حين تكثف الولايات المتحدة الضغوط على حكومة الرئيس السوداني عمر البشير بعد قرار طرده منظمات إغاثة دولية من دارفور، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في هذا الإقليم الواقع في غرب السودان. وأوضح المسؤول أن أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اختارا معاً قائد المقاتلات السابق، وهو صديق شخصي لأوباما. وتعرف غرايشن الذي ترعرع في إفريقيا ويتكلم السواحلية إلى أوباما عندما كان سناتورا في 2006 خلال زيارة مشتركة إلى مخيمات لاجئي دارفور في تشاد. واشنطن ــ أ.ف.ب |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news