ماريا تطمح لأن تكون رئيسة روسيا

ماريا: الروس غير مستعدين أن تحكمهم امرأة. أرشيفية

على خلاف الإيطاليات فإن السيدات اللواتي يحترفن السياسة في روسيا يفضلن المظهر الجاد والرسمي. الأمر الذي لا ينطبق على الشابة ماريا سيرغييفا التي اتخذت الانترنت وسيلة للدعاية لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين. انها شابة جذابة وأنيقة، وأحياناً تكون مثيرة إلى حد أنها ارتدت يوماً العلم الكوبي على جسدها دون شيء آخر، أمام حشد من المصورين والصحافيين.

تطمح ماريا، 24 عاماً، التي تدرس الفلسفة في جامعة موسكو، لتصبح وزيرة في حكومة بوتين، وقد بدأت بالفعل حملتها من أجل هذا الهدف، من خلال حضورها في ملتقيات سياسية وتظاهرات طلابية.

وتسعى الفتاة الطموح لحشد أكبر عدد من الشباب حولها، من خلال خطابات حماسية وأفكار جديدة.

تقول ماريا «أطمح لأكون رئيسة للبلاد أو على الأقل رئيسة للوزراء»، إلا أنها تستدرك قائلة، «لا أعتقد ان الروس مستعدون لأن تحكمهم امرأة». وترى انه بعد 20 سنة من الآن سيتغير الأمر ويتقبل الروس فكرة «رئيسة»، وستكون حينها 44 عاماً، بمعنى انها ستكون في العمر المناسب لتولي قيادة البلاد.

إلا أن خصومها يصفونها بأنها «فتاة تحميس بوتين»، مثل الفتيات اللواتي يرتدين لباساً موحداً وجذاباً، في الملاعب، ويرقصن ويغنين من أجل رفع درجة الحماس لدى فريقهن. ويقولون أيضاً إن بوتين، الذي كان رئيساً لجهاز الاستخبارات «كي جي بي» يستخدمها من أجل التأثير واستمالة شريحة الشباب. أما مناصروها فيرون فيها شخصية «موهوبة»، يمكنها جذب عدد كبير من الشباب بفضل قدرتها الكبيرة في اقناع المستمعين لخطبها.

ويقول مناصر لحزب بوتين «روسيا الموحدة»، «بإمكان ماريا استمالة جموع الشباب مستعينة بأحاسيسها الجياشة ومظهرها وطريقة لباسها الجذابة».

وتتزعم ماريا مع رفاقها مجموعة تدعى «الحراس الشباب»، وهو تنظيم صغير لكنه ينمو بسرعة. من أهدافه الرئيسة مقاومة الأفكار الغربية، ودعم الثورة التي يقوم بها بوتين. وتقوم سيرغييفا بدور محوري في التنظيم من خلال كتابة مقالات صحافية وتنظيم مسيرات سياسية، والتي لا يتم حظرها مثل المسيرات الأخرى!

ولقي حديث تم بثه من خلال موقع على الانترنت إقبالاً كبيراً من طرف الشباب الروس، وفي غضون أيام قليلة دخل الموقع 140 ألف شخص واستمعوا لحديث ماريا.

وجدير بالذكر ان ماريا تتبنى لهجة عنصرية أحياناً حيث هاجمت المهاجرين المقيمين في روسيا، أخيراً، وطالبتهم بمغادرة البلاد، وجاء ذلك في الوقت الذي ارتفعت فيها نسبة أحداث العنف العرقية. ودعت المهاجرين للعمل في «وظائف لايرغب فيها الروس وإلا فليرحلوا». وتتهم منتقدي بوتين، ومنهم بطل الشطرنج السابق، غاري كاسباروف، بأنهم جواسيس وأعداء يعملون لصالح الاستخبارات الأجنبية.

ورغم مواقفها المعادية للغرب إلا أنها تبدي إعجابها برئيسي الوزراء البريطانيين السابقين مارغريت تاتشر ووينستون تشرشل لأنهما «قائدان صنعا نفسيهما بنفسيهما». وتعتقد ماريا ان «هناك نقاط تشابه بيني وبين تاتشر، لا أحب نبرة صوتي عندما ألقي الخطابات، وسمعت ان تاتشر لجأت الى اجراء عملية في حنجرتها لتحسين صوتها»، وأضافت «ربما أفعل الشيء نفسه».

يذكر ان ماريا كانت قبل ثلاث سنوات خصماً عنيداً لبوتين، وانتقدت سياساته بشدة، وكانت تطالب بانضمام روسيا الى الاتحاد الأوروبي.

تويتر