سودانيون جنوبيون يثيرون أزمة في نقابة الصحافيين المصرية
فتحت نقابة الصحافيين المصريين تحقيقاً داخلياً بشأن حفل أقامه جنوبيون سودانيون بداخل مقرها - قال صحافيون إنه «تم احتفاءً بصدور قرار الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر البشير «وشهد تصرفات غير لائقة، بينما نفى اخرون صحة هذه الرواية، مؤكدين ان وراء ترويجها «تيار متشدد» داخل النقابة.
فقد بدأ نقيب الصحافيين المصريين مكرم محمد احمد نهاية الأسبوع الماضي تحقيقاً موسعاً في ما نشرته صحف مصرية «ان جنوبيين سودانيين اقاموا احتفالاً صاخباً بمقرها احتفالاً بقرار القبض على البشير».
ونقلت صحف عن إعلاميين شاركوا في الحفل «ان جنوبيين رقصوا وأتوا أفعالاً غير لائقة بالمكان احتفالاً بقرار القبض على البشير على انغام موسيقى الجاز. لكن مكرم محمد احمد قال لـ«الإمارات اليوم» إن «التحقيقات الأولية أشارت الى ان الحفل تم استغلاله من قبل تيار معين ضد مجلس النقابة».
وتابع «نواصل التحقيق كما ارسلت انذاراً شفوياً إلى جريدة الشروق بأنه سوف يتم احالة المحرر الى لجنة التاديب حال ادانته وطالبت جميع الزملاء بتناول ما يجري داخل النقابة بشكل دقيق».
واضاف مكرم محمد احمد «النقابة تقوم بدور وطني عروبي كبير ولن نسمح بتشويهها لصالح تيار معين او تصفية مصالح ضيقة». واكد «ان ما انجز من تحقيقات كشف ان الزجاجات الفارغة لم تكن إلا زجاجات مياه غازية».
وقال سكرتير عام النقابة حاتم زكريا «أقر أن بعض الجنوبيين رقص في الحفل لكن الرقص تعبير معروف عند جميع ابناء السودان بمن فيهم الرئيس البشير نفسه الذي تنقل الفضائيات رقصه مع أبناء شعبه مع ذلك سوف نعلن مجدداً كنقابة صحافيين موقفنا الواضح في مساندة البشير ضد قرار المحكمة الجائر».
على صعيد مقابل قال عضو مجلس النقابة جمال عبدالرحيم «ان الحفل يخالف دور النقابة الثقافي ويشكل خطورة على ادائها الاخلاقي كما انه يمثل تاييداً لتيار سياسي يعارض الرئيس البشير ويؤيد التدخل الدولي في السودان».
من جهته قال الناطق الرسمي باسم مكتب حكومة جنوب السودان في مصر والشرق الأوسط صلاح المليح «ان حكومة الجنوب موقفها واضح ومعلن على لسان رئيسها سلفا كير بالوقوف خلف الرئيس البشير ولا صحة على الاطلاق لقيام جنوبيين خلال الحفل او في أي مكان في مصر بما يخالف ذلك، وهذا الحفل تم الاعداد له منذ اكثر من شهر قبل صدور قرار المحكمة الجنائية وتم اختيار التوقيت ليتناسب مع حضور نجم اميركا الجنوبي الاصل ايمانويل كمب للقاهرة واتفق ابناء الجنوب في القاهرة على ضرورة الاستفادة من هذه الزيارة والاستمتاع بها ولم يكن هناك أي هدف سياسي». وتابع كمب «أما ماتردد عن أنه تم الغناء للزعيم الراحل جون قرنق في الحفل فهذا عرف جنوبي في كل حفلاتنا كما ان كلمات الاغنية تتحدث عن البطل الذي حقق السلام».
في السياق نفسه، قال ايمانويل كمب المطرب الذي غنى في حفل تنصيب باراك اوباما بالولايات المتحدة الاميركية «انه اعلن امام الجميع على منصة الاحتفال ان كل ابناء الجنوب مع رئيسهم البشير وانه كان سعيداً جداً بالحضور المكثف في نقابة الصحافيين».
وأضاف كمب لـ«الإمارات اليوم» «غنيت اغنية سوا سوا وهي تدعو للحفاظ على السلام الذي صنعه البشير وقرنق» وابدى كمب «دهشته من استغلال رقص عدد من الشباب في تشويه الاحتفال الرائع الذي احتضنته النقابة».
من جهتها، قالت المطربة الجنوبية الشهيرة ان توماس «اننا تحركنا بسرعة اثناء الحفل للرد على شائعة الاحتفال بقرار البشير». واكدت ما قاله ايمانويل وقالت «نحن نرقص فرحاً وحزناً والرقص وسيلة تعبيرنا عن مشاعرنا سلباً او ايجاباً».
وقالت منسقة الحفل بيولا جيفن «اخترنا نقابة الصحافيين لدورها في مساندة قضايانا. وعندما حضر الصحافي ليصور الشباب وهم يرقصون لم نعترض لاننا لانرى عيباً في تفاعل الجمهور مع مطربهم المفضل كما اننا اتحنا له الفرصة الكاملة لنشر الحقيقة ولكنه للاسف فعل عكس ذلك