العراق غير مستقر بعد 6 سنوات على الغزو
بعد ست سنوات على غزو قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق، بدأت ساعة رحيل القوات الأميركية تقترب، ما يفاقم مسؤوليات قوات الأمن العراقية في ظل أوضاع أمنية غير مستقرة تماما.
فبعد تراجع وتيرة أعمال العنف بشكل كبير نهاية العام الماضي، أكد المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن الوقت حان لنقل المسؤوليات تدريجا إلى السلطـات العراقيـة.
لكن هجومين وقعا خلال الشهر الجاري وأسفرا عن مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة العشرات بجروح، ذكرا بخطورة الأوضاع الأمنية في الذكرى السادسة للغزو الذي بدأ في 20 مارس .2003 ولم يتبق إلا نحو ثلاثة أشهر على رحيل القوات الأميركية من المدن والبلدات، مع نهاية يونيو المقبل.
وتنص الاتفاقية الأمنية التي وقعت بين بغداد وواشنطن في نوفمبر ،2008 على رحيل كامل للقوات الأميركية عن العراق بحلول نهاية العام .2011
ويقول القادة الأميركيون أن الانسحاب من المدن في 30 يونيو سيساعد في تحسين الأمن عبر تركيز القوات الأميركية على ملاحقة المسلحين خارجها.
وقال نائب قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال فريدريك رودشايم، قبل ايام إن «إعادة التموضع في ضواحي المدن سيساعد في تحسن الأوضاع الأمنية داخلها بسبب قطع الإمدادات التي تغذي المجموعات الإرهابية». وأضاف أن عددا قليلا جدا من الجنود الأميركيين سيبقون في المدن لتقديم المساعدة للعمليات التي يقوم بها العراقيون.
وينتشر حاليا نحو 140 ألف جندي أميركي في العراق، بعد انخفاض عديد القوات الذي بلغ 160 ألفا مطلع 2007 مع تنفيذ خطة أمنية في بغداد. وقتل خلال ذلك العام أكثر من 17 ألف عراقي، فيما قتل نحو 6700 خلال عام ،2008 وبلغ عدد الضحايا خلال الشهرين الماضيين من العام الجاري نحو 450 شخصا، وهو الرقم الأدنى منذ الغزو.
وبدا نجاح العراقيين واضحا من خلال تسلم المهام الأمنية في بلادهم، بانتهاء تفويض الأمم المتحدة لقوات التحالف في الأول من يناير الماضي، كما تأكد ذلك من خلال نجاح انتخابات مجالس المحافظات في 31 الشهر نفسه.
وساعدت هذه الأمور الرئيس الأميركي باراك أوباما على إعلان نهاية المهمة القتالية للقوات الأميركية. وقال أوباما في 27 فبراير الماضي في قاعدة قوات المارينز في كارولاينا الشمالية «دعوني أقل لكم ذلك ببساطة: بحلول 31 أغسطس 2010 ستنتهي مهمتنا القتالية في العراق».
وأضاف في عرض لاستراتيجيته الجديدة للحرب في العراق «أعتزم سحب جميع القوات الأميركية من العراق بنهاية عام 2011»، موضحا أن عدد «القوات التي ستبقى بعد عام 2010 سيكون بين 35 و50 ألف عسكري».
وقد تدفع التفجيرات الأخيرة باتجاه مراجعة الأوضاع الأمنية، وتشكل مبررا لقلق حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. لكن المالكي قال إن القوات الأميركية لن تنسحب من المناطق غير الآمنة.
وتبنى تنظيم القاعدة هجوما انتحاريا استهدف كلية الشرطة في بغداد في الثامن من الشهر الجاري أوقع 28 قتيلا بحسب ما ذكر معهد أميركي مختص في رصد المواقع الإسلامية المتشددة. ويصف الجيش الأميركي تنظيم القاعدة في العراق بأنه ضعيف، لكنه لايزال قادرا على شن هجمات دموية.
ويعد انتقال مسؤولية أكثر من 90 ألفا من عناصر الصحوة إلى الحكومة العراقية أحد المعالم الرئيسة لتسلم بغداد مزيدا من السلطات.
ولعب عناصر الصحوة ويطلق عليهم الأميركيون «أبناء العراق» دورا مهما في استقرار الأوضاع الأمنية وملاحقة تنظيم القاعدة في مناطق متعددة، بينها بغداد.
والتحاق قسم ضئيل من قوات الصحوة بقوات الأمن العراقية هو أحد العوامل الرئيسة في تحقيق المصالحة الوطنية في البلاد.
وذكر المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل جيفري كولمر الأسبوع الماضي أن الجيش الأميركي سلم مسؤولية نحو 82 ألفاً من عناصر الصحوة إلى السلطات العراقية في ثماني محافظات منذ بدء العملية في أكتوبر الماضي.
وتعمل الحكومة العراقية على إلحاق 20 ألفا من هؤلاء إلى قوات الأمن، ومن المقرر أن يتم إيجاد وظائف مدنية للـ80٪ الباقين.
ويوجه المالكي نداءات إلى العراقيين، السنة والشيعة، لنبذ العنف ووحدة الصف لبناء مستقبل أفضل للبلاد. لكن أبرز الجماعات المعارضة والممثلة بحزب البعث المنحل أعلنت رفضها التعاون والمصالحة مع الحكومة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news