مرحلة جديدة تنتظر العلاقات الأميركية - الكوبية

فيدل وراؤول كاسترو بينهما رئيس هندوراس مايؤيل زيلا. أي.بي.أيه

بدأت كوبا للتو جولة جديدة في معركتها المريرة الطويلة الأمد مع الولايات المتحدة، والتي بدأت في أوائل ستينات القرن الماضي في عهد الرئيس الأميركي جون كيندي الذي فرض حظراً اقتصادياً شاملاً على كوبا، بعد فشل غزوها الذي عرف باسم عملية خليج الخنازير، وما تخللها من تطورات جاءت بصواريخ الاتحاد السوفييتي السابق إلى الجزيرة، ما وضع العالم على حافة الهاوية.

وإذا كان الزعيم الكوبي المخضرم فيدل كاسترو يرقد منذ فترة على سرير المرض، وإذا كانت قدرات شقيقه الرئيس الحالي راؤول كاسترو وأسلحته لخوض هذه المعركة الجديدة محدودة للغاية، فإن هناك حماة في أميركا اللاتينية يدافعون عن كوبا ويتبنون مطالبها، وفي مقدمتها رفع الحظر الاقتصادي الأميركي عنها، وتطبيع العلاقات معها وتوقف واشنطن عن معاملتها كدولة «مارقة».

ومما لا شك فيه أن الملف الكوبي كان في صلب محادثات الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في واشنطن أخيرا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد من كبار مساعديه، حيث رجح مراقبون أن يكون دا سيلفا قد أبلغهم بأن استمرار الحظر الاقتصادي المفروض على كوبا منذ 47 عاما عفا عليه الزمن، إلى حد لم يؤدّ معه الغرض المرجو، ويعود بانعكاسات سلبية للجانبين الأميركي والكوبي.

وإذا كان دا سيلفا لم يتحدث مع الأميركيين، باعتباره ممثلا رسميا لقادة في أميركا اللاتينية متعاطفين مع كوبا، فإنه في واقع الأمر مفاوض كبير له أهميته النابعة من وزن البرازيل، وثقلها في النصف الغربي من الكرة الأرضية، ويعكس نفوذها الإقليمي الكبير. فالرئيس البرازيلي لم يحمل معه المطالب الكوبية فحسب، بل طلب الرئيس البوليفي ريفو موراليس منه التوسط لدى أوباما للإبقاء على وضع الأفضلية والدولة الأولى بالرعاية لبوليفيا.

وطلب الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز منه المساعدة على تخفيف حدة الشغب والضجيج في العلاقات الفنزويلية الأميركية، تمهيداً لإزالة التوتر الذي عانت منه على مدى الأعوام الثمانية الأخيرة في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ولتغيير الانطباع السائد بأن شافيز هو الزعيم الأكثر مشاكسة وإثارة للجدل في أميركا اللاتينية.

ومنذ مطلع العام الجاري، تعاقب ثمانية من قادة دول أميركا اللاتينية ذوي الميول اليسارية على زيارة هافانا، حيث حرص أربعة منهم على لقاء كاسترو الذي يعتبرونه رمزاً للثورة والتغيير في قارتهم، وهم رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرتشنر، ورئيسة تشيلي ميشال باتشيليه، ورئيس الدومينيكان ليونيل فرنانديز، إضافة إلى شافيز، بينما اكتفى الأربعة الباقون، وهم رؤساء الاكوادور وغواتيمالا وبنما وهندوراس بلقاء شقيقه الرئيس راؤول.

وتندرج زيارة هؤلاء القادة لهافانا في سياق جهد جماعي لاتيني منسق، لتوجيه رسالة إلى أوباما يطلبون فيها أن تتوقف واشنطن عن معاملة كوبا كدولة خارجة على القانون.

 

ترجمة عقل عبدالله عن «لوس أنجلوس تايمز»

تويتر