<p align=right><font size=2>منازل يخطط الاحتلال الإسرائيلي لإزالتها في القدس. الإمارات اليوم</font></p>

إسرائيل تخطط لهدم 1700 منزل مقدسي

في إطار مخططه لتهويد مدينة القدس المحتلة وتفريغها من الوجود الفلسطيني، يخطط الاحتلال الإسرائيلي هدم وإخلاء أكثر من 1700 منزل في المدينة خلال العام الجاري، وتشريد أكثر من 17 ألف مقدسي من مدينتهم الأصلية، ويبقى هذا العدد مرشحا للزيادة في ظل توافق يميني متطرف بين رئيس بلدية القدس نير بركات والحكومة الإسرائيلية القادمة.

وتسلم عشرات المقدسيين خلال الشهر الجاري في غالبية مناطق القدس الشرقية، وبشكل يومي، إخطارات بهدم منازلهم بدعوى البناء غير المرخص، كان آخرها تسليم 90 إخطاراً للسكان بهدم منازلهم في مناطق متفرقة في المدينة المقدسة، بينما رافق ذلك هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلاً في بلدة العيزرية جنوب شرق مدينة القدس بحجة البناء غير المرخص.

مخطط 2009
وأقيمت ست خيام اعتصام وتضامن للفلسطينيين المهددين بهدم منازلهم في مناطق في القدس التي يتهدد سكانها بالتهجير ومنازلها بالهدم.

وقال الناطق باسم الحركة الإسلامية المحامي زاهي نجيدات لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي « هذا المخطط الجديد حلقة في مسلسل التهويد الذي تنوي إسرائيل تنفيذه حتى العام ،2020 تحاول فيه إحداث تغييرات جذرية في القدس على وقع حساباتها، متناسية أنها دولة محتلة لا يروق لها بناء حجر فوق حجر».

وأوضح أن إسرائيل ترى في المقدسيين مشكلة ديموغرافية كبرى، تعترض خطط التهويد التي تنوي تنفيذها، فتسعى لترحيلهم بكل ما أمكن لها، وتهويد الأماكن السكنية، ومن ثم تهويد الأماكن المقدسة، لبناء كنس جديدة كطوق للمسجد الأقصى المبارك. وذكر أن المقدسيين الذين تسلموا إخطارات بهدم منازلهم أقاموا ست خيام اعتصام في المناطق المهددة بالهدم وتهجير سكانها، ومنها أحياء العباسية والبستان في سلوان والطور في جبل الزيتون، ورأس خميس، وغيرها من الأماكن المهددة بالتهويد.

وقال المتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل المحتل « المجتمع اليهودي يسمي المسجد الأقصى جبل الهيكل وفق تسميتهم المزعومة، فهم رسميا وشعبيا متوافقون لتحقيق هذا الحلم، فرئيس بلدية القدس الحالي نير بركات علماني، وحاز تأييد الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تسير الجماعات اليهودية، فلا فرق بين يساري ويميني، فجميعهم في الشر سواء».

ولفت إلى أن أعداد المنازل والمقدسيين الذين تسلموا إخطارات هدم كبيرة جدا ولا حصر لها، حيث إن مئات القرارات تسلمها فلسطينيو القدس منذ مطلع العام ، واشتدت في شهر مارس الجاري، كان آخرها الأسوع الماضي، حيث سلمت سلطات الاحتلال 90 إخطارا في يوم واحد للأهالي في مناطق شعفاط والعيسوية وصور باهر والأشقرية وبيت حنينا وجبل المكبر وحي الثوري.

وقالت الصحافية المقدسية ميسة أبو غزالة في اتصال هاتفي لـ«الإمارات اليوم» إن عدد إخطارات الهدم التي تسلمها المقدسيون خلال مارس الجاري بلغت 43 شقة سكنية في حي العباسية في بلدة سلوان، وفي حي الطور في جبل الزيتون 12 منزلا، وفي رأس خميس في مخيم شعفاط 55 منزلا مهددا بالهدم، وسبعة منازل في برج اللقلق في حي باب حطة أحد أبواب مدينة القدس داخل البلدة القديمة، سبعة منازل، و29 عائلة في حي الشيخ جراح.

وذكرت أن قوات الاحتلال هدمت الأسبوع الماضي منزلا في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، بحجة البناء على منطقة «ج» التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة .

توافق يميني
وفي الوقت الذي يدعي فيه الاحتلال أن هدم المنازل بسبب عدم الترخيص والبناء المخالف، أوضح الخبير في شؤون الاستيطان الإسرائيلي خليل التفكجي، مسؤول دائرة الخرائط في بيت الشرق في مدينة القدس، أن ما يقوم به الاحتلال هو ضمن مخطط لإخلاء القدس من الفلسطينيين، من أجل إنهاء قضية الديموغرافيا التي باتت تشكل هاجساً كبيراً له. وأن إسرائيل تستغل الظروف الدولية ووضع التفاهمات الأميركية الإسرائيلية عام ،2004 ويستغل الانقسام الفلسطيني من أجل الوصول إلى مرحلة متقدمة في تهويد القدس وإنهائها .

وقال الخبير في شؤون الاستيطان لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي «إن إسرائيل تدعي بوجود 15 إلى 20 ألف منزل فلسطيني مقام من دون ترخيص، والقانون الدولي يقول إن هذه أراضي محتلة لا ينبغي للاحتلال السيطرة عليها، وبالتالي الاستيلاء على أراضي ونقل المستوطنين إلى القدس الشرقية يعتبر جرائم حرب وفق قرارات الأمم المتحدة».

وأضاف: « هذه القوانين لا اعتبار لها لدى إسرائيل، فإذا تحدثنا عن الترخيص من عدمه، فجميع المستوطنات المقامة في القدس الشرقية غير مرخصة وغير شرعية، ولا يحق له وفق القانون الدولي إقامتها».

وأوضح التفكجي أن عدد الـ 1700 منزل المهددة بهدمها خلال العام الجاري غير ثابت ومرشح للزيادة، فبشكل يومي يتسلم المقدسيون إخطارات هدم . وتريد إسرائي لأن تقفز إلى المرحلة النهائية للانتهاء من قضية القدس، حتى لا يمكن التفاوض عليها مع الجانب الفلسطيني عليها. وذكر أن دراسة اسرائيلية أفادت بأنه في العام 2040 ستكون أغلبية عربية داخل القدس، وستكون عاصمة فلسطينية من ناحية القومية، ويضرب ذلك جزءاً من العقيدة اليهودية التي ترى أن القدس الشرقية والغربية عاصمة يهودية من دون شريك فلسطيني، فعلى هذا الأساس زادت إسرائيل، وسرعت من إجراءات هدم المنازل.

وقال التكفجي «الحكومة الإسرائيلية المقبلة يمينية متطرفة، وسوف تتوافق مع بلدية القدس الذي يترأسها اليميني نير بركات، من أجل الوصول إلى الغرض المنشود، وهو التخلص من الوجود الفلسطيني، لا سيما أن بلدية القدس الحالية وضعت مخطط تهويد «20\20» والذي ينتهي العمل به العام .2020

خفض الأعداد
وحذر مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحاموري، من مخطط إسرائيلي خطير يهدف إلى تحويل المواطنين المقدسيين إلى أقلية في المدينة من خلال تقليل عددهم، وطرد أكثر من 75٪ منهم. وقال «بلدية القدس تلاحق في هذه المرحلة ذوي الأحكام والغرامات، وتلاحق أصحاب منازل في الطور والعيساوية وسلوان، وكذلك العمارتين في حي العباسية منذ أكثر من ثلاث سنوات». ونوه بهجمة جديدة ضد المقدسيين الذين تم إبعادهم خلف جدار الفصل العنصري، وعددهم 125 فلسطينيا، وستكون من خلال تفعيل قانون ما يسمى بـ «حارس أملاك الغائبين» للسيطرة على عشرات العقارات ومئات الدونمات لفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة يقيمون في القدس، إضافة إلى المقدسيين الذين أصبحوا خلف الجدار. ولفت الحقوقي إلى أنه بعد استكمال بناء الجدار حول المدينة والدوائر الاستيطانية الخارجية، سيركز رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو على المقدسيين بتنفيذ المخطط الخطير الذي يتلخص بخفض عدد الفلسطينيين في القدس إلى 70 ألفًا فقط من أصل 285 ألفًا هو تعداد المقدسيين اليوم .

الأكثر مشاركة