أنصار «البوشية» في كندا آخذون في الانقراض
اعلن وزير الهجرة الكندي، جاسون كينيدي، في صحيفة «الصن» البريطانية، أخيرا إنه ينبغي منعي من دخول بلاده، بسبب «وجهات نظري المتعلقة بحرب أفغانستان». وهذه الطريقةيقوم بها اليمينيون من أنصار البوشية في أوتاوا، الآخذون في الانقراض.
كينيدي متقلب يكشف تاريخه أنه متحمس لشن الحروب وهو جالس على كتبه، من دون أن يحرك ساكنا، ويتميز بعادة غريبة تتمثل في تجاوز عمله، بوصفه وزير الهجرة . وقبل نحو ثلاث سنوات، هاجم رئيس الحكومة اللبنانية المدعوم من الغرب فؤاد السينورة، لكونه غير معترف بالجميل لكندا لدعمها القصف الإسرائيلي لبلده. والأغرب من كل ذلك أنه في عام 2006 خاطب حشدا من الناس يطلق عليهم «مجاهدي الشعب» في إيران يعدهم الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
يمكن القول أن منع هذا الرجل لي من دخول كندا على المستوى الأول يعادل الطلب إلى شخص أن يقف منتصبا إلى جانب أحدب نوتردام . وعلى المستوى الآخر، فإن منع شخص اسكتلندي من دخول كندا مثل إبعاده عن منزل عائلته.
لكن، ما هي وجهات نظري المتعلقة بأفغانستان التي ترفض الحكومة الكندية أن تسمح لشعبها سماعها؟ لم أذهب إلى أفغانستان في حياتي كلها، ولم ألتق أحدا من حركة طالبان، لكن انطباعي الأول عن الموضوع يرجع إلى ما قبل عقدين.
في ذلك الوقت، كانت المرحلة تمثل فترة صعود لإسلامين (المجاهدين) آخرين عدوا في الغرب «مقاتلين من أجل الحرية»، وشاركوا في المؤتمرات الصحافية للجمهوريين الأميركيين والمحافظين البريطانيين، وربما اليمينيين من الكنديين يومها، وتحديدا عشية اقتحام كابول قلت لرئيسة الحكومة البريطانية آنئذ مارغريت تاتشر إنها «فتحت جميع الأبواب للهمجيين، وإن ليلا طويلا سيهبط على شعب افغانستان».
بالاعتقاد نفسه، أقول للكنديين الآخرين من حكومات حلف «الناتو» اليوم إن سياستكم تمثل خطأ كبيرا، وهي جريمة تجري بانتظام . كما هي حال قصف حفلات الأعراس وحتى الجنازات أومشاهدة محاصيل الأفيون، وهي تتزايد باضطراد تحت أنوف قادة حلف الاطلس وأبصارهم، إلى العالم الغربي من كندا إلى أميركا و بريطانيا. ماحدث كما تقول «طالبان» ليس جريمة، وإنما خطيئة.
لم يخضع الأفغان في حياتهم للاحتلال الأجنبي، ويدرك الجميع مدى محاولات الامبراطورية الإنجليزية للسيطرة عليهم، لكنها أخفقت في نهاية المطاف. وحتى الإسكندر الأكبر أخفق في السيطرة على أفغانستان، ومهما كان الوزير كينيدي فإنه لن يكون الإسكندر. يموت الجنود الكنديون بأعداد كبيرة في سهول أفغانستان، ومن حق عائلاتهم أن تعرف من هم الذين يعتقدون منا بأن هذه المغامرة مقدر لها الإخفاق، وأن الدعم الحقيقي الذي يمكن أن يقدم للجنود الكنديين و البريطانيين والآخرين، يتمثل في إعادتهم إلى ديارهم .
ولابد من القول أن منع عضو برلمان بريطاني منتخب خمس مرات من مخاطبة أنشطة عامة أو في برامج تلفزيونية أو إذاعية يعد مسألة خطرة. وكان المتحدث باسم الوزير كينيدي قد أبلغ صحيفة «الصن» أن «غالاوي لن يدخل كندا»، ومما يؤسف له إن الأمر ليس كذلك. وكندا تظل دولة حرة تحكم بالقانون، وأصدقائي الآن يقومون بمراجعات قضائية في هذا الصدد. وثمة طرق أخرى لمخاطبة الكنديين الذين يريدون أن يسمعوني.
قبل أكثر من قرن ونصف، منع بول روبنسون، وهو من أعظم رجال عصرنا، من دخول كندا، ليس من قبل أوتاوا، وإنما من واشنطن، لكنه مع ذلك، كان قادرا على إيصال صوته إلى فانكوفر. والمعروف أن التقينات تطورت كثيرا منذ ذلك الوقت حتى الآن، لذلك سيسمعني الناس شاء كينيدي ام أبى.
❊ برلماني بريطاني
ترجمة: حسن عبده حسن «الغارديان»