موريسيو فونيس: يساري معتدل
بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وضع الرئيس السلفادوري الجديد موريسيو فونيس (49 عاما) بلاده على خط سكة اليسار في أميركا اللاتينية، لتلحق بركب التي سبقتها من البرازيل وتشيلي وبوليفيا وبنيكاراغوا، إضافة إلى فنزويلا وكوبا.
وبحصوله على 51.27٪ من الأصوات، مقابل 48.73٪ لمنافسه رودريغو أفيلا، وضع فونيس مرشح جبهة فارابوندو مارتي اليسارية الثورية سابقا حداً لحكم حزب أرينا وغيره من قوى التحالف الوطني الجمهوري اليميني الذي دام نحو 20 عاما. وقال عقب فوزه « هذا نصر لكل الشعب السلفادوري، ومن حق المواطنين الذين آمنوا بالأمل وتغلبوا على مخاوفهم أن يحتفلوا ويبتهجوا».
وأقر أفيلا (51 عاما) الذي كان قائداً للشرطة بهزيمته في الانتخابات، بعد أن كان قد حذر من أن انتصار اليسار في الانتخابات سيحوّل السلفادور إلى تابع لفنزويلا، ويضر بعلاقات السلفادور بالولايات المتحدة. أما فونيس الصحافي التلفزيوني السابق، فكان أول زعيم لجبهة فارابوندوو مارتي، ولم يحمل السلاح في أثناء الحرب الأهلية التي انتهت عام 1991 بعد التوصل إلى اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة.
وقال فونيس الذي يباشر مهام منصبه في أول يونيو ولمدة خمس سنوات، «اليوم، انتصرت المواطنة التي آمنت بالأمل وهزمت الخوف، وستقوم حكومتي على أساس روح الوحدة الوطنية». وتعهد بتنحية التصعيد وروح الثأر جانباً.
ولا يملك فونيس تاريخاً نضالياً كبيراً في الحركة اليسارية. حيث انضم إلى حزب جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني خلال الأشهر الماضية، وعلى الرغم من يساريته، إلا أنه أكد في أكثر من مناسبة أنه من الناحية السياسية قريب من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أكثر من قربه من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الأكثر إثارة للجدل.
وتعهد فونيس الذي احتفل بالفوز مع زوجته فاندا بالحكم وفقاً للدستور، واضعاً أمام عينيه مصلحة الأكثرية الشعبية، بغض النظر عن خياراتها السياسية وتنشيط العمل باتفاقية التجارة الحرّة مع الولايات المتّحدة، بينما اعترف منافسه الخاسر بهزيمته، قائلا إن «المعارضة ستكون يقظة وبنّاءة للدفاع عن حرية البلد».
وتميز الرئيس الجديد فونيس بأنه أشهر صحافي سلفادوري، وعمل صحافيا في التلفزيون والإذاعة خلال أكثر من 20 سنة، ونال جوائز مهنية محلية ودولية عدة، ببرامجه المشوّقة عندما حاور جميع زعماء المنطقة، وأيضاً ببرامجه الانتقادية التي تلقي الأضواء على فضائح الحكومة، ما أدى إلى صرفه مراراً من عمله تحت الضغوط.
وعمل الرئيس الجديد مراسلاً لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية، قبل أن يعتزل المهنة في نهاية عام 2007 للانخراط في العمل السياسي، لدى تعيينه مرشحاً رسمياً لحزب «فارابوندو مارتي» الذي كان يعاني من مشكلة في الانتخابات الرئاسية، كما دلّت خساراته المتتالية، وتحديداً التي مني بها زعيمه التاريخي شفيق حنظل أمام طوني زكا المرشح اليميني شبه المجهول.
ويعتزم فونيس، الذي لا يخفي إعجابه بالرئيس البرازيلي والرئيس الأميركي باراك أوباما، تأليف حكومة وحدة وطنية موسعة، لأن اليسار لا يتمتع بأكثرية في مجلس النواب (39 نائباً من مجموع 84)، وإعطاء الأولوية لمعالجة مسألة العنف في السلفادور التي تعاني من أعلى نسبة جريمة في أميركا اللاتينية، وتأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية على بلاده التي تعتمد بشكل كبير على التحويلات المالية الخارجية لأبنائها المغتربين، خصوصاً في الولايات المتحدة.