أكراد تركيا أقليــة لا يمكن تجاهلها
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.115139.1462814287!/image/image.jpg)
احتفالات الأكراد تعكس التحوّل الكبير الذي شهدته مناطقهم منذ بداية تسعينات القرن الماضي. إي بي إيه
ارتفعت سحب الدخان فوق حقول ديار بكر معقل الأكراد الأتراك، احتفالا بعيد النيروز التقليدي، وتحت شمس الربيع المشرقة تحلقت العائلات حول موائدها في العراء، بينما تحلق بعض آخر حول الراقصين التقليديين الذين يؤدون رقصات بهذه المناسبة.
ويعكس هذا الاحتفال السلمي التحول الكبير الذي شهده الإقليم المضطرب منذ بداية تسعينات القرن الماضي، حينما كان العنف على أشده بين الجيش التركي والحزب الانفصالي الكردي، حزب العمال الكردستاني.
وفي الوقت الراهن، أصبحت ديار بكر أحد أسخن الميادين الانتخابية في تركيا، حيث يحاول حزب العدالة والتنمية الحاكم باستماتة إزاحة العمدة الذي ينتمي إلى حزب المجتمع الديمقراطي الكردي في الانتخابات البلدية .
ويعتقد كلا الجانبان أن نتيجة الانتخابات من شأنها تسريع وتيرة الجهود الرامية لإنهاء الصراع. ويقول رئيس غرفة التجارة في ديار بكر، غالب أنصاري أوغولو، إن «تركيا تسير على الطريق الصحيح، لكنها تسير ببطء».
وفي الشهور الأخيرة، بدأ التلفزيون الحكومي التركي إذاعة برامجه باللغة الكردية التي كانت محظورة، ما يعده بعضهم خطوة مهمة من الدولة لإعادة الاعتبار إلى تلك الأقلية التي تشكل خمس سكان تركيا البالغ عددهم 70 مليوناً.
ووعد حزب العدالة والتنمية بضخ الأموال في شريان اقتصاد الجنوب الشرقي الفقير، حيث لم تعد هناك أعمال عنف داخل تركيا منذ ثلاثة أشهر. ومن المحتمل أن تقود العلاقات الدافئة مع العراق إلى اختراق مهم في هذا الخصوص.
وكسر الرئيس التركي عبدالله غول، أول رئيس تركي يزور العراق منذ 30 عاما، هذا الأسبوع إحدى المحرمات، عندما أشار إلى «الإدارة الإقليمية الكردستانية» في شمال العراق.
ودعا الرئيس العراقي جلال طالباني، والذي ينتمي أيضا للقومية الكردية، مسلحي حزب العمال الأكراد لإلقاء سلاحهم أو مغادرة العراق. والمتوقع أن يعقد الزعماء الأكراد مؤتمرا أمنيا قد يدعو لعفو، ويضع نهاية للنشاط المسلح لحزب العمال الكردستاني.
لكن، ينبغي على الحكومة التركية أولا أن تقنع الأكراد بأنها قادرة على حماية حقوقهم بشكل أفضل من المتمردين، وفي الوقت نفسه، طمأنة الناخبين بأنها لا تستسلم للإرهابيين. ولهذا السبب، يتم تنظيم الانتخابات البلدية في الجنوب الشرقي من تركيا من أجل مكاسب أكبر من مجرد تقديم خدمات لتلك المدينة.
ويقول المعلق السياسي يافز بيدار إن «انتصارات حزب العدالة والتنمية في الجنوب الشرقي تزيد من الفرص أمام أنقره للتصريح بنياتها»، لاسيما بشأن توقيت العفو الذي ستمنحه لأعضاء حزب العمال الكردستاني ومداه.
ويبدو حزب المجتمع الديمقراطي الكردي متمسكا باستحكاماته، إذ يشعر كثيرون في ديار بكر بالإحباط، بأن حزب العدالة والتنمية، كي يتجنب استفزاز خصومه، لم يستخدم أغلبيته البرلمانية لإجراء تعديل دستوري يمنح الأقليات حقوقا أكبر ويسمح للمرشحين الأكراد بالفوز بالمقاعد البرلمانية. ويتساءل محامي حقوق الإنسان، سيزغن تانريكولو، في هذا الصدد «ما الذي ينتظرونه؟ إنهم لا يحتاجون إلى دعم من أي جهة».
وعلى كل حال، فإن أي فوز مقنع في هذه الانتخابات من جانب حزب المجتمع الديمقراطي الكردي من شأنه أن يقوي الحزب، والذي يطاله تهديد الإغلاق لارتباطاته بحزب العمال الكردستاني.
ويقول عمدة ديار بكر، عثمان بيديمر، إنه سيقنع السياسيين الآخرين أن ينظروا إلى نواب حزب المجتمع الديمقراطي بجدية. إلا أن الحزب يبدو غير جاد في الضغط على متمردي حزب العمال الكردستاني، للتخلي عن القتال نظير وطن عرقي لهم.
وكانت ليلى زانا التي قضت سنوات في السجون لخطاباتها المشحونة نارا، كسبت المدح والثناء، عندما عاتبت طالباني على اقتراحه لحزب العمال الكردستاني بالتخلي عن السلاح، وترى أن العفو ينبغي أن يكون المرحلة الأخيرة من تسوية القضية. وفي أنقرة، قفز سياسيون فوق نيران عيد النيروز، في إشارة إلى القبول الرسمي لهذا التقليد الشعبي الكردي، والذي كان يعد تقليدا هداما.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news