«علو صوت الرئيس»

لم تغفر الصحافة الأميركية نبرة الاحتداد التي اتسم بها أداء الرئيس باراك أوباما، في مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي بشأن سؤال عن شركة «ايه اي جي»، فأطلقت جام غضبها تجاه هذا السلوك محذرة من الأسوأ المحتمل.

صحيفة «لوس انجلوس تايمز» قالت إن لهجة الرئيس «إخضاعية وتعكس روحاً سطحية»، و«نيويورك تايمز» قالت إن الأميركيين رأوا في رئيسهم وجهاً «متجهماً خشبي الملامح متقمصاً دور المرشد»، وزادت أنه لم يقدم لمحاورة الصحافي سوى «نقاشات مملة مطولة» وأنه بتكرار لعبارة «كما قلت من قبل» ظهر كما لو كان «مدرساً يتحدث أمام طلبة ينتظرون دق الجرس».

أما الصحافي بقناة «فوكس نيوز» بل أورلي فقد كان الأكثر شعوراً بالاستفزاز، حيث كتب بأن أوباما ظهر في المؤتمر «سلطوياً وضحلاً» وأشعرني كما لو كنت عدت لمدرسة كنيدي في هارفارد.

وعلى الرغم مما أحدثت الواقعة من صدمة، فإن أصواتاً كثيرة من بينها الإعلامية تشارلز كروثمر اعتبرت رد أوباما منطقياً، وأن من حق «السيد الرئيس» بعضا من غضب، كذلك فإن الشارع الأميركي العادي لم يتأثر كثيراً بالواقعة، حيث أورد موقع «فايف ترتي دوت كوم» في استطلاعه الأسبوعي عن أوباما أن نسبة مويديه لمعارضيه انخفضت لنقطة واحدة (من 86 الى 76) تأثراً بالحادثة.

والحق أن الرد المزدوج على «سقطة أوباما» مفهوم سواء إعلامياً أو شعبياً، فمن جهة ما، كان لسلوك عالم ثالثي من نوع ما فعله الرئيس المثير للجدل أن يمر من دون محاسبة يقظة وحادة من الصحافة الديمقراطية الأميركية.. لكن أيضاً في المقابل لم يكن ممكناً لـ«رئيس التغيير» أن يعامل كسابقه المستبد (جورج بوش) الذي منع عميدة صحافيي البيت الأبيض هيلين توماس من حضور مؤتمراته، وكان يوزع الأسئلة على صحافييه الخصوصيين الذين كان يزرعهم في تمثيليات هزلية في مقدمـة وجنبات مؤتمراته.


alayak2005@yahoo.com  

تويتر