صعوبـات تواجــه اتخاذ قرارات في قمـة الـدوحـة

تحديات وقضايا أمام القادة العرب في القمة. أيه.بي.إيه

قلما تتخذ القمم العربية قرارات مهمة، وهي كثيراً ما تبرز الانقسامات العربية، لا وحدة الصف العربي . وعلى الرغم من ذلك، تلقى تغطية اعلامية كبيرة في العالم العربي.

وتهيمن ثلاث قضايا على أجندة قمة الدوحة هذا العام، الأولى أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير عن جرائم حرب مزعومة في إقليم دارفور، والثانية وحدة الصف الفلسطيني ومحادثات السلام مع إسرائيل، والثالثة المصالحة بين الزعماء العرب بعد فترة مضطربة من الصراعات والمنافسات لها صلة بصعود نفوذ ايران.

فقد وضع أمر اعتقال البشير العرب في ورطة، حيث آخر ما كانوا يودون له أن يحدث هو إخضاع زعيم عربي آخر للمساءلة لانتهاكه حقوق الإنسان، بعد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي أعدم عام 2006 . لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن يتهموا بانتهاك القانون الدولي، خصوصاً بعد أن طلبت دول عربية تطبيق العدالة الدولية على إسرائيل لهجومها الذي شنته في وقت سابق من العام على قطاع غزة. لذلك، ستحرص قرارات القمة العربية على التحدث عن العدالة في دارفور، لكنها ستكرر المطلب العربي بتأجيل أمر اعتقال البشير عاماً.

وحرصت قطر على توجيه الدعوة إلى البشير وسط تعقيدات كبيرة. فللجيش الأميركي حضور قوي في المنطقة ويمكن ان يحاول تعقبه. وسيظهر العرب بشكل عام كخارجين عن القانون، لكن القمة ستوفر للبشير منصة مثالية لاظهار تحديه.

وعن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ستكرر القمة تأييدها لمبادرة عربية لمبادلة الأرض بالسلام مع إسرائيل تنص على قيام دولة فلسطينية.

وقد تستخدم بعض التعبيرات لتشير إلى أن هذا العرض لن يدوم إلى الأبد على ضوء صعود اليمين إلى السلطة في إسرائيل بعد الانتخابات الأخيرة، وتقلص فرص قبوله بحلول وسط مع الفلسطينيين.

ومع مجيء إدارة أميركية جديدة يريد العرب أن يتحلوا بالمســؤولية، ويلقوا على إسرائيل عبء التحــرك من أجل السلام، وإلا ستصبح الطــرف الشــرير الذي لا يريد إنهاء الصراع.

وفي ما يخص القضية الفلسطينية، هناك واقع تجزئة، حيث تدير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قطاع غزة، بينما تسيطر حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس على الضفة الغربية المحتلة. وتدعم الولايات المتحدة وحلفاؤها عباس كزعيم شرعي للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة على السواء، ويتهمون إيران بدفع (حماس) إلى المقاومة المسلحة ضد إسرائيل ووضع شروط صعبة لتوحيد الأراضي الفلسطينية مجدداً تحت حكومة وحدة وطنية، بعد انقسامها عقب قتال في الشوارع عام 2007 .

فهل تساعد المصالحة العربية على تحقيق ذلك.. هذا ممكن. فقد أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن عقد جلسة خاصة بشأن الخلافات العربية. وسافر الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض هذا الشهر في مسعى لرأب الصدع قبل القمة العربية. فهل كل شيء على ما يرام الآن؟

لا في حقيقة الأمر، فالرئيس المصري حسني مبارك لم يحضر في ما يبدو قمة الدوحة بسبب خلافات مع قطر تحديداً، لكن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز حضر. وكانا قد قاطعا القمة العربية العام الماضي في دمشق.

يبقي سؤال، هل كل القمم العربية على هذا النحو من التوتر؟

نعم، هذا ليس غريباً. فاحتلال العراق للكويت عام 1990 والخطة الأميركية لغزو العراق عام 2003 والإطاحة بصدام حسين أحدثت صدوعا عميقة في العالم العربي. وحطم زعماء الأطباق خلال المآدب في غضب مع استعداد القوات الأمريكية لغزو العراق عام ،2003 وتلاسن الزعيم الليبي معمر القذافي والعاهل السعودي الذي كان حينذاك ولياً للعهد بشأن من منهما المسؤول عن إخضاع العالم العربي للهيمنة الأميركية .

تويتر