غضب مصري بسبب تعاقد بين «البنتاغون» و«أميركية القاهرة»
أثار تعاقد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) مع الجامعة الاميركية في القاهرة، لإجراء أبحاث عن القطاع الصحي في مصر، ردود افعال غاضبة واسعة، ومخاوف من أن تتحول الجامعة الأميركية إلى جهة استخبارية أميركية يمكن أن تمس الأمن القومي المصري.
وقال الأكاديمي والناشط في العمل العام، الدكتور مصطفى كامل السيد، « التعاقد مع وزارة الدفاع الأميركية والجامعة الأميركية على مشروعات بحثية تخص الشأن المصري ينبغي أن يتمتع بقدر واضح من الشفافية، وهذه قاعدة عامة تنطبق على أي جهة بحثية أو تعليمية أخرى، سواء تعلق الأمر بالبنتاغون أو أي طرف آخر، خصوصاً إذا كانت هناك تعاقدات بحثية قد تثير الشبهات.
وأوضح السيد أنه كان من الأولى بالجامعة الأميركية، وهي أراض مصرية وتخضع للقوانين واللوائح المنظمة للعملية التعليمية فيها، أن تبلغ الحكومة المصرية والرأي العام في مصر بطبيعة العمليات البحثية المتعلقة بصميم الشأن الداخلي، وهو ما لا يتناقض مطلقاً مع حرية البحث العلمي.
على صعيد متصل، قال بيان أصدرته الجامعة الأميركية في القاهرة، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، «إن الأخبار التي أفادت بأن الجامعة الأميركية حصلت على أموال بطريقة غير صحيحة وسرية من (البنتاغون) غير دقيقة وعارية من الصحة».
وأضاف أنه «منذ العام ،2006 قامت الجامعة الأميركية في القاهرة بتوقيع عقد علني مع وحدة الأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية في مصر (نمرو 3) لتوظيف وتوفير العاملين المتخصصين في العلوم، للمساعدة في إجراء أبحاث عن الأمراض المعدية في المنطقة، خصوصاً المتعلقة بأنفلونزا الطيور».
وأوضح أن قيمة التعاقد بلغت 1.964.035 دولاراً أميركياً منذ ،2006 بما يعني 600 ألف دولار كل عام للمنحة الأساسية، بالإضافة إلى 164035 دولاراً إضافية لتكاليف السفر في التجديد لعام 2008».
وجاء في البيان أن علاقة الجامعة الأميركية في القاهرة بـ(نمرو3) تأتي في إطار التزام الجامعة الدائم بالتعليم والبحث والخدمة في مصر.
وأوضح مدير برنامج مكافحة الإيدز في وزارة الصحة المصرية الدكتور زين العابدين الطاهر أن «نمرو3» هيئة أبحاث علمية متخصصة في المجال الطبي الخاص بالفيروسات، وليس لها أي توجه سياسي وتعمل في مصر منذ 1946 في مجال مكافحة الفيروسات وعزلها، وساعدت مصر في مجال تدريب العاملين في مجال الفيروسات والأمراض المعدية والأوبئة.
وأضاف «على الرغم من الخلافات السياسية بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والإدارات الأميركية المتعاقبة، فإنه لم يطلب وقف نشاطها البحثي في مصر ، لأنها قدمت لمصر خدمات كبرى في مجال كشف وعزل الفيروسات»، وشدد على اأن «نمرو3» لا تتحرك في أي مجال بحثي من دون أن تطلب منها الحكومة ذلك