طفل فلسطيني يطل من بين أكياس المساعدات في مخيم رفح. أ.ف.ب

ليبرمان يربط السلام بنزع سلاح «حماس»

ربط وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان، أمس، تحقيق تقدم في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بنزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وذلك غداة البلبلة التي أثارها في إسرائيل والخارج، باعتماده مواقف متشددة من الفلسطينيين والسوريين باستبعاده أي «تنازل» في هضبة الجولان ورفضه عملية انابولس،ما اعتبر المسمار الأخير في نعش السلام. وتزامنت تصريحات ليبرمان مع استجوابه في تحقيق بشأن فساد.

وتفصيلا، قال ليبرمان أمس لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية «على الفلسطينيين أولا وقبل كل شيء التصدي للإرهاب، والسيطرة على غزة ونزع سلاح «حماس»، ومن دون هذا سيكون من الصعب التحرك قدما». وأضاف «من يتصور أنه سيصل إلى شيء من خلال التنازلات.. لا.. إنه بذلك لن يلقى إلا مزيدا من الضغوط والحروب.. إذا كنت تريد السلام استعد للحرب».

واعتبر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس،أن تنصّل ليبرمان من مقررات مؤتمر أنابولس للسلام «يدق المسمار الأخير في نعش عملية السلام». وصرح لإذاعة صوت فلسطين أن إعلان ليبرمان عدم الالتزام بعملية أنابولس يغلق الباب في وجه المجتمع الدولي.

ورأى أن الكرة الآن في الملعب الأميركي والدول الأخرى الراعية للمؤتمر. وأضاف «ما لم تقل الحكومة الإسرائيلية أنها مع خيار الدولتين والاتفاقات الموقعة، بما فيها التفاوض حول قضايا الحل النهائي كافة، ووقف النشاطات الاستيطانية، فإنها لن تكون شريكا في عملية السلام».

وفي القاهرة، اعتبر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية حسام زكي تصريحات ليبرمان بشأن عدم الاعتراف بعملية أنابولس أول انتكاسة لجهود السلام من حكومة إسرائيل الجديدة. وأوضح السفير حسام زكي أن القاهرة لم تتفاجأ بتصريحات ليبرمان في أول يوم لتسلم عمله، في ضوء ما هو معروف عنه من مواقفه ومواقف الائتلاف الإسرائيلي الحاكم إزاء الفلسطينيين وإزاء فرص إنهاء النزاع من خلال مفاوضات التسوية السياسية. وقال «هذا الوضع الجديد يفرض على الفلسطينيين استعادة وحدة صفهم وتماسك موقفهم، حتى يمكن لهم أن يحافظوا على مكتسباتهم» .

وردت الولايات المتحدة على تصريحات ليبرمان بالدعوة إلى حل يقوم على أساس دولتين. وأفاد مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي بأن ليبرمان اتفق مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مكالمة هاتفية، على ان يلتقيا في أقرب وقت ممكن.

وأكدت فرنسا وألمانيا والأمم المتحدة مجددا دعمها قيام دولة فلسطينية.

وفي إسرائيل، لم يحظ ليبرمان بفترة سماح، فقد اعتبر النائب من حزب العمل عوفر بينس ـ باز المعارض لانضمام حزبه إلى الائتلاف الحكومي أن ليبرمان يشكل خطرا استراتيجيا على إسرائيل. واعتبرت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني التي تحولت إلى زعيمة المعارضة أنه «حتى الآن، كان اليمين يرفض التفاوض بحجة عدم وجود شريك في الطرف الآخر، والآن نجد أنفسنا في هذا الموقف». وحثت نتنياهو على التنصل من مواقف ليبرمان.

وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة استجوبت إفيجدور ليبرمان لأكثر من سبع ساعات أمس بعد تنبيهه لحقوقه القانونية، للاشتباه بشأن رشى وغسل أموال. وقال المتحدث ميكي روزنفيلد «استجوبت الشرطة إفيجدور ليبرمان بعد تنبيهه لسبع ساعات ونصف الساعة، للاشتباه في قيامه بما يلي: رشوة وغسل أموال وانتهاك الثقة». وأضاف أن الاستجواب جزء من تحقيق جار، بشأن ليبرمان .

الأكثر مشاركة