واشنطن تضغط دولياً لمعاقبة كوريا الشمالية

لحظة إطلاق الصاروخ الكوري. أ.ب

سعت الولايات المتحدة الى الحصول على رد قوي من الأمم المتحدة يدين اطلاق كوريا الشمالية صاروخاً تقول كوريا الجنوبية انه كشف عن محدودية القدرات العسكرية للدولة الشيوعية. وتؤكد بيونغ يانغ ان اطلاق الصاروخ هدفه وضع قمر صناعي في المدار، لكن واشنطن وحلفاءها يعتبرون انه بمثابة اختبار جديد لصاروخ بعيد المدى، ما يشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الصادرة العام .2006

الا ان الصين دعت الأمم المتحدة الى الرد بحكمة على اطلاق الصاروخ، وقالت ان كوريا الشمالية لها الحق في الاستخدام السلمي للفضاء. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو ان «هذا الملف يتعلق بحق بلد في الاستخدام السلمي للفضاء، نعتقد ان على مجلس الامن توخي الحذر».

ودعت خلال مؤتمر صحافي الأطراف المعنية الى ضبط النفس والهدوء حفاظا على السلام والاستقرار.

ومع اختلاف مجلس الأمن حول ما اذا كان من المفترض معاقبة كوريا الشمالية، ألمحت الولايات المتحدة الى انها قد تصر على استصدار قرار ملزم. واجّل المجلس جلسته الأحد بعد ثلاث ساعات من المشاورات المغلقة لم تسفر عن اتفاق.

وفي نيويورك قال دبلوماسيون ان الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض، تسعيان الى رد غير قوي على اطلاق الصاروخ. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للصحافيين «نحن نجري مشاورات نشطة مع شركاء في الأمم المتحدة واعضاء في مجلس الامن». واضافت «ونحن نعلم انه ليس من السهل التوصل الى لغة محددة بين ليلة وضحاها، الا اننا لانزال مقتنعين بأن الخروج بموقف قوي في الأمم المتحدة هو اول واهم خطوة ننوي اتخاذها».

وفي وقت سابق قال مسؤول اميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته، انه فيما ترغب الولايات المتحدة في رد من مجلس الأمن «يجب ألا نتمسك بشكل هذا الرد».

من ناحية اخرى ذكرت وسائل الإعلام الرسمية ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل، غص بالدموع أسفا على الأموال التي أُنفقت على اطلاق الصاروخ ولم تُنفق على مساعدة شعبه. واشادت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم بالإنجاز «التاريخي» الذي حققته البلاد، وقالت «اثناء استعداده لهذا النصر الذي يبعث على الفخر، شعر الجنرال (كيم) بالأسف لأنه من غير الممكن استخدام مزيد من الموارد للشعب، الا انه قال ان الشعب سيتفهمه». واضافت «على الرغم من ان كيم هو الذي حقق هذا النصر الذي نفخر به، الا انه شعر بالأسف على عدم قدرته على انفاق مزيد من الأموال على شعبه، وغص بالدموع» وهو يتحدث عن ذلك.

وزادت عملية الاطلاق من الضغوط على موارد الجيش الكوري الشمالي الهائل العدد، الذي تنقصه الاموال، حسب ما افادت صحيفة جونغانغ ايلبو الكورية الجنوبية. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية قولها ان بيونغ يانغ لم تكن قادرة على متابعة الصاروخ بعد مسافة معينة، فيما عادت سفينة كانت قد ارسلت الى المحيط الهادئ لمحاولة تحديد مواقع أنقاض الصاروخ بسبب مشكلات فنية.

وعلمت سيول ان مسؤولين من كوريا الشمالية «ينشغلون في تبادل الاتهامات واللوم» في فشل الصاروخ، طبقاً للصحيفة.

واكدت كوريا الجنوبية واليابان والجيش الأميركي ومسؤول روسي بارز، انه لم يتم رصد اي قمر صناعي في المدار، ويقول محللون اجانب ان الصاروخ تحطم في المحيط الهادئ بعيداً عن المنطقة المطلوبة.

وقالت واشنطن ان اطلاق الصاروخ عمل استفزازي الا انها لاتزال تركز على ضرورة استئناف المحادثات السداسية التي تهدف الى انهاء برنامج كوريا الشمالية النووي.
تويتر