إسرائيل تعتبر دفاع الفلسطينيين عن أراضيهم «جريمة قتل»

العالم لم يعد يصدق كذب إسرائيل تجاه الفلسطينيين. غيتي - أرشيفية

كان شعار «يداه ملطختان بالدم»، من اكثر الشعارات التي ابتكرتها الدعاية الاسرائيلية نجاحاً. وكان له الأثر الأكبر على المستويين المرئي والعاطفي، حيث يوحي بأن هناك قاتلاً يجب ان يمضي بقية عمره في السجون. وهذا الشعار الاسرائيلي يلغي الحاجة الى المزيد من التحقيق مع هذا الذي ارتكب ذلك العمل الهمجي، كما انه يلغي اي احتمال بالتفاوض مع الذين كان يعمل باسمهم «مثل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والجماعات الفلسطينية الاخرى»، اذ انه من الواضح حسب الشعار انهم جاءوا «ليقتلوننا لأننا يهود ولأن قتل الناس يجري في جيناتهم الوراثية، وهم خالون تماماً من اي قيم انسانية».

وقد أبلغنا وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك، ان العرب عاجزون عن معرفة الخطأ من الصحيح لأنهم لم يتعلموا التقاليد اليهودية والمسيحية. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق مناحم بيغين، قال ان «الفلسطينيين حيوانات تمشي على قدمين»، ونتيجة لذلك، فإن جميع المناقشات المتعلقة بقضية تبادل السجناء تتضمن تكرار عبارة «يداه ملطختان بالدم» في كل جملة تقريباً. وفي جو مشحون عاطفياً بهذا الشكل لن يكون هناك متسع للمنطق. ولطالما كانت إدانة الأشخاص الذين يقاتلون من اجل استقلالهم واعتبارهم مجرمين، من استراتيجيات الاستعمار. وفي الحقيقة فإن تحويل سجناء الحرب الى مجرمين ايديهم ملطخة بالدم يخبرنا بالكثير عن الشخصية الاستعمارية لإسرائيل اكثر مما يبلغنا عن الأسرى المخطوفين.

ولطالما اتهم المقاتلون دفاعاً عن استقلالهم، بأنهم قساة وقتلة، ولذلك اعتُبروا «ارهابيين»، ولا يستطيع حاكمهم الاستعماري ان يعترف بهم كجنود، لأنه في حالة كان هؤلاء جنوداً يدافعون عن حريتهم، فمن يكون هو؟ لكن اذا كانوا «ارهابيين» فإن جنود «اوروبا المتحضرين» لهـم الحق في صيدهـم وقتلهـم كالحيوانـات.

وثمة مثال ذو دلالة على هذه الممارسة يمكن تذكرها من قبل الأجيال القديمة هو حرب تحرير كينيا، ففي عام 1952 اندلع تمرد في كينيا يعرف بـ«تمرد الماو ماو» وكانت هذه انتفاضة من قبل شعب كيكويو ضد الاستيلاء على ارضهم من قبل المستوطنين البيض، قبل نحو 50 عاما. واصبح المزارعون المحرومون من اراضيهم إما أجراء على ارضهم او مسجونين في معسكرات اعتقال.

وكانت انتفاضة كيكويو غير منسقة وانتشر فيها الكثير من الاعمال العشوائية، بما فيها اعمال وحشية ضد الكينيين الذين رفضوا الانضمام الى التمرد.

ووصف الاعلام الدولي، والمحلي الاسرائيلي، وحشية الكيكويو بتفاصيل حماسية. وكان مجرد ذكر اسم ماو ماو كافياً لبعث القشعريرة. ولم يذكر احد السبب الذي دفع هؤلاء الناس الى الانتفاضة. ولم يكلف احد نفسه عناء ذكر القهر الذي تعرض له سكان البلاد الاصليون من قبل اسيادهم البريطانيين.

وفي اسرائيل يجب انتظار اطلاق سراح مروان البرغوثي، وهو اشهر قائد عند الفلسطينيين حالياً، وربما يكون الخيار الأفضل ليكون رئيس فلسطين الحرة؛ من سجنه في اسرائيل، حيث تم حبسه هناك بثلاثة أحكام بالمؤبد.

تويتر