<p align=right>إسرائيل تواصل مصادرة الأراضي من أجل التوسع الاستيطاني. أرشيفية</p>

الاستيطان يلتهم 67٪ من أراضي «قريوت»

تعاني قرية «قريوت» الفلسطينية الواقعة جنوب مدينة نابلس من الاستيطان الإسرائيلي لأراضيها منذ 25 عاما مضت، حيث تعد من أكثر قرى نابلس إحاطة بالمستوطنات، فقد أقيمت على أرضها ثلاث مستوطنات، وبؤرتان استيطانيتان، وصودر ما يزيد على 14 ألف دونم أي نحو 67٪ من أراضي القرية التي تبلغ مساحة أراضيها 20 ألف دونم.

فيما تزداد في كل يوم مخططات التوسع الاستيطاني في القرية البالغ عدد سكانها 2700 نسمة، وكان آخرها إصدار قرار مصادرة 1000 دونم من أراضي المواطنين من أجل ضمها للمستوطنات المقامة على أرضها.

وقال رئيس مجلس قرية قريوت عبدالناصر بدوي لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي إن «إسرائيل تحتل أكثر من 67٪ من أراضي قرية قريوت منذ 25 عاما، وأقامت عليها ثلاث مستوطنات وبؤرتين استيطانيتين، وتواصل مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها من أجل التوسع في القرية». وتابع قوله «كان آخر ممارسات التوسع الاستيطاني، إصدار قرار بمصادرة 1000 دونم قريبة من مستوطنة عيليه»، حيث حضر قبل أيام عدة، ضابط البنية التحتية في الجيش الإسرائيلي، وعدد من المستوطنين وعدد كبير من الجنود إلى الأراضي المنوية مصادرتها».

وأضاف «وعندما رأى الضابط منظمات حقوق الإنسان ونشطاء السلام الإسرائيليين موجودين، سألني عن سبب دعوتي لهم ووجودهم، وقد أخبرني شفويا أنه ستتم مصادرة أكثر من 1000 دونم، ولم يسلموني قرار الإخطار تسليم اليد».

وأوضح بدوي، أن قرار المصادرة جاء بهدف شق طريق بين بؤرة «هيوفال» الاستيطانية، ومستوطنة «شيلو» الجاثمتين على أرض قرية قريوت بطول ثلاثة كيلومترات، على أراضٍ تبلغ مساحتها 1000 دونم، لافتا إلى أن الجرافات الإسرائيلية شرعت في أعمال المسح استعدادا لتجريف هذه الأراضي.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال في أواخر شهر مارس الماضي، شقت شارعا بطريقة غير شرعية، يربط بين مستوطنتي «شيلو» و«عيليه»، بطول 900 متر، وقد تم حفره وتجهيزه برقم قياسي، حيث استغرق ما يقرب من سبع ساعات متواصلة.

وأوضح رئيس مجلس قرية قريوت، أن المستوطنات عبارة عن دائرة تغطي ثلاثة اتجاهات ولكنها غير مكتملة من جهة الشمال، مشيرا إلى أن إسرائيل تسعى من أجل إحكام السيطرة على القرية من جميع الاتجاهات.

وذكر أن مستوطنة شيلو وهي أقدم المستوطنات المقامة على أراضي القرية، أقيمت عام ،1978 في الجهة الغربية للقرية، ومستوطنة «عيليه» أقيمت عام 1948 في الجهة الغربية، ومستوطنة «شفوت راحيل» أقيمت عام 1991 في الجهة الشرقية للقرية.

وأشار إلى أن بؤرة «هيوفال» الاستيطانية الموجودة غرب القرية، تتسع على حساب أراضي المواطنين رغم صدور قرار بإزالته في عام ،2003 فقد تم شق شارع قبل شهر يربطها بمستوطنة عيليه.

من جهته، قال رئيس نادي قريوت الرياضي محمد القريوتي لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي إن «الأراضي التي صدر قرار مصادرة بحقها، يمنع المواطنين من الوصول إليها منذ فترات سابقة، في ظل اعتداءات المستوطنين المتواصلة، وقرار المصادرة جاء ليشرع عملية الاستيلاء».

وأضاف « والأراضي الزراعية القريبة من المستوطنات وآبار المياه يمنع القرار المواطنين من الوصول إليها، ويتم الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين، وقيامهم بحرق المحاصيل الزراعيــة، وقطـع الأشـــــجار الموجــــودة في أراضــــي الفلسطينيين».

وأوضح القريوتي، أن السكان يتم حرمانهم من مصدر رزقهم الوحيدة بعد أن تصادر أراضيهم الزراعية، وعدم السماح لهم بالوصول إليها، وحرق المحاصيل والأشجار، لاسيما أن القرية تعتمد على الزراعة في اقتصادها.

وأشار إلى أن إسرائيل تقطع الطريق الذي يربط قرية قريوت بمدينة رام الله من خلال سواتر ترابية وإقامة الحواجز العسكرية، وتقييد حركة المواطنين بين المنطقتين، ما يتسبب في تعطل وتأخر حركة الموظفين وطلبة الجامعات والمرضى، لاسيما أن غالبية موظفي القرية يعملون في رام الله.

وذكر رئيس نادي قريوت الرياضي، أن السلطات الإسرائيلية سلمت قبل خمسة أشهر إخطارات بهدم 14 منزلا من منازل المواطنين في قرية قريوت، وتم هدم منزل قيد الإنشاء، ولايزال قرارها بهدم المنازل المتبقية ساريا.

الأكثر مشاركة