والد ساركوزي: استلفت حذاءً على أعتاب باريس
عندما أمضى بال ساركوزي دو ناجي بوكا ليلته الاولى في باريس نائماً في مدخل المترو، لم يكن يتخيل ابداً انه يمكن ان يرى ابنه بعد نصف قرن تقريباً يصبح رئيساً لفرنسا.
ولم يكن لدى ذلك الصبي الهنغاري - من عائلة ارستقراطية أضحت معدمة - شيئاً اكثر من ملابسه التي يرتديها. ولكن بال ساركوزي كما يعرف الان يعيش في شقة فاخرة ويزور قصر الاليزيه حيث يقيم ابنه، الرئيس نيكولا ساركوزي، الذي وصفه بأنه «رجل ذكي بصورة استثنائية».
ويبدو ان بال يعتقد بان نيكولا ربما لايكون الاخير من عائلة ساركوزي الذي يصل الى هذا المنصب. وهو يأمل بأن يكون حفيده جين، 22 عاماً، الذي يسير على خطى والده في السياسة، التالي من اسرة ساركوزي الذي يتقلد هذا المنصب، لمنافسة عائلة كينيدي. وقال بال، 80 عاماً، في مقابلة نادرة «وصلت الى باريس لاجئاً وبدأت حياتي في الشوارع. وأرى الان ابني رئيس الجمهورية».
وكشف بال، الذي يعرف ابنه بقسوته ضد المهاجرين، تفاصيل رحلة عائلة ساركوزي من الغنى الى الفقر ومن ثم الى الغنى.
وكانت العائلة من ملاك الاراضي في قرية «لاتيا» خارج بودابست، حيث تم انتخاب بال ووالده مسؤولين حكوميين.
وعندما دخل الجيش الاحمر الى بودابست عام 1944 هربت العائلة الى المانيا التي كانت تحت حكم هتلر في ذلك الوقت. ومن ثم عادت الى الوطن عام ،1945 ولكن في ذلك الوقت كانت جميع ممتلكات العائلة قد صودرت.
وقال بال «في البداية عشنا في ظل هتلر، ومن ثم جاء ستالين، ولم اعش طفولة عادية بالمطلق. وكنا نهرب ومن ثم نعود ادراجنا ومن ثم نهرب من جديد. لقد كانت طفولة معقدة جداً أو لم تكن طفولة من الاساس»، وكشف بال كيف ان والدته نصحته في عام 1948 بان يهرب الى دول الغرب مرة ثانية بعد ان طلبته قوات الاتحاد السوفييتي المحتلة لهنغاريا للعمل في معسكرات العمل في روسيا فهرب الى النمسا ومن ثم الى المانيا في حين ابلغت امه السلطات انه غرق. وفي بلدة بادن الالمانية القريبة من الحدود الفرنسية تم الحاقه مع الفيلق الخارجي الفرنسي الذي سيتم ارساله للحرب في شبه جزيرة الهند الصينية، إلا ان طبيباً اشفق عليه ومنحه اعفاءً صحياً.
ووصف بال في مقابلة مع قناة اوميغا الفرنسية كيف كافح بعد ذهابه الى باريس، وقال كنت لا املك اي شيء سوى الملابس التي ارتديها ولم يكن لدي حذاء. ونمت ليلتي الاولى في مدخل المترو». واضاف «الفقراء يكونون عادة اكثر كرماً من الاغنياء، كان لدي صديق يملك زوجين من الاحذية فأعطاني أحدهما ولكن القياس كان صغيراً ولذلك كان علي ان اثقب مكان الأصابع».
وتزوج بال من اندريه وهي طالبة قانون وابنة طبيب، عندما كان في الـ22 من العمر. وانجبا ثلاثة ابناء هم: غويلوم، ونيكولاسن وفرانسوا، ولكنهما تطلقا عندما اصبح الاطفال في عمر الشباب. وعندها بدأ بال مسيرة مهنية ناجحة إذ عمل مصمم إعلانات ورساماً.
وكان ابنه نيكولا، قد قال إنه لم يكن على وفاق مع والده، وادعى انه بعد طلاق والديه كان والده متغيباً معظم الاوقات. وعندما فشل الصغير في الحصول على درجات جيدة في المدرسة، قال له والده «بهذا الاسم الذي تحمله والنتائج التي تحققها فإنك لن تنجح في فرنسا»، وأثبت نيكولا ان والده كان على خطأ.