إسرائيل تستعد لضربات جوية ضـــــــــد إيران
يستعد الجيش الإسرائيلي لشن ضربات جوية واسعة النطاق ضد منشآت نووية إيرانية في حال أصدرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة أمراً بذلك، في حين أحيت الجمهورية الإسلامية العيد السنوي لقواتها المسلحة بنبرة معتدلة وعرض عسكري متواضع.
وفي التفاصيل، نقلت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أمس عن مسؤول إسرائيلي في مجال الدفاع قوله « إسرائيل تريد أن تكون واثقة بأنه في حال تلقى جيشها الضوء الأخضر، يمكنها ضرب إيران في غضون أيام أو حتى ساعات، وهي تستعد على جميع المستويات لهذا الاحتمال، والرسالة الموجهة لإيران أن التهديد ليس فقط كلاميا».
وبين إجراءات الاستعداد هذه، على إسرائيل أن تقتني ثلاث طائرات رادار من نوع «أواكس»، وهي تعتزم القيام بتدريبات على المستوى الوطني لإعداد السكان لعمليات انتقامية محتملة .
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أنه ينبغي استهداف أكثر من 12 هدفا في إيران، بينها قوافل متحركة. ومن المواقع المستهدفة مجمع نطنز (شرق)، حيث تقوم آلاف أجهزة الطرد المركزي بتخصيب اليورانيوم، وأصفهان (وسط) حيث تؤوي أنفاق 250 طنا من الغاز، وأراك (شرق) حيث تبني إيران مفاعلا يعمل بالمياه الثقيلة، ويمكنه إنتاج البلوتونيوم.
واوضــح المسؤول الإسرائيلي المرتبط بالاستخبارات للصحيفــة البريطانيــة «لا نصدر تهديدات ضد إيران من دون أن تكون لدينا الوسائل لتنفيذها. حدث في الآونة الأخيرة تقدم والكثير من عمليات التحضير التي تشير إلى رغبة إسرائيل في التحرك». غــير أنه من غير المرجح أن تنفذ إسرائيل هذه الضربــات من دون الحصول على موافقة ضمنية على الأقل من قبل الإدارة الأميركية التي خففت لهجتها في الآونة الأخيرة تجاه إيران، بحسب المصدر نفسه.
من جهة أخرى، أحيت إيران العيد السنوي لقواتها المسلحة أمس بعرض عسكري متواضع، وخطاب للرئيس محمود أحمدي نجاد تميز بالاعتدال.
وافتتح الرئيس الإيراني الاستعراض العسكري التقليدي في جنوب طهران بخطاب بدا لافتاً من حيث اقتضابه واعتداله.
ووصف نجاد «الأمة الإيرانية» بأنها «تلاحق مثلا عليا وتدعم السلام والأمن» لجميع البلدان. ولم يأت على ذكر القوى الكبرى، بعدما أكد في عيد الجيش العام الماضي أنها «تعثرت أمام مقاومة الشعب الإيراني».
كما أنه لم يهدد بـ«قطع يد» أي معتد مثلما فعل في 2006 و،2007 في تحذير ضمني لإسرائيل والولايات المتحدة.
واعتبر هذه السنة أن القوات المسلحة الإيرانية «ضامنة للأمن في المنطقة»، مؤكدا أن إيران «مستعدة للمشاركة بشكل كبير في إدارة العالم وإحلال الأمن المبني على العدالة في مواقع مختلفة من الأرض».
وأدلى يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي بتصريحات تصب في الاتجاه نفسه، فأكد أن أيران «لم تكن يوما قوة تهدد المنطقة، بل سعت على الدوام إلى السلام والاستقرار». وتنسجم هذه النبرة المعتدلة مع لهجة إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما.
وأهم ما تضمنه الاستعراض العسكري أمس كان عبور ما يزيد على 140 طائرة، ما يشكل رقما قياسيا، ولو أن عشرات المروحيات فقط حلقت فوق المنبر الرسمي على مقربة من ضريح الإمام الخميني.
وأوضح الضابط المكلف تقديم الاستعراض أن الطائرات لم تحلق بسبب الظروف الجوية، في حين كانت الشمس تسطع فوق العاصمة.
كذلك لم تشارك في الاستعراض الصواريخ المتوسطة المدى القادرة نظريا على بلوغ إسرائيل، بعدما عرض الجيش العام الماضي صاروخ «قدر-1» الذي أكد أن مداه يصل إلى 1800 كلم، ما يشمل الدولة العبرية.
وبعدما كتب الشعار التقليدي «الموت لإسرائيل» العام الماضي على شاحنة تحمل صاروخا، لم يظهر أمس سوى على ناقلة آلية.
حكمت محكمة إيرانية بالسجن ثماني سنوات على الصحافية الأميركية من أصل إيراني روكسانا صابري (31 عاما) بعد محاكمتها بتهمة التجسس، على ما إفاد أحد أقربائها أمس.
وقال المصدر الذي تم الاتصال به هاتفيا «قال لي والد روكسانا (رضا صابري) إنه حكم عليها بالسجن ثماني سنوات، وأن روكسانا قالت إن كل ما اعترفت به غير صحيح، لكنها تعرضت للتخويف، وقيل لها إنها إذا ما تعاونت فسيطلق سراحها»، من دون أن يحدد متى جرى هذا الحديث مع ابنته.
وأضاف والدها إنها «نفت ما قالته في أثناء استجوابها وأمام المحكمة، وقالت إن اعترافاتها كانت زائف، وإنها تعرضت لخدعة». وأعرب عن «صدمته القوية»، موضحا إنه «لم يتوقع» صدور حكم بالسجن ثماني سنوات، وأضاف «كنا نأمل بعقوبة لستة أشهر يليها عفو». ولم يسمح لرضا صابري بمقابلة ابنته، عندما توجه أمس إلى سجن ايوين برفقة محاميها عبدالصمد خرامشاهي الذي أبلغه بصدور الحكم. وبدأت محاكمة الصحافية المحتجزة منذ نهاية يناير 2009 في طهران، الاثنين الماضي أمام المحكمة الثورية في العاصمة الإيرانية، بتهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة