أوباما يتمسك بالحوار مع كوبا ويصافح تشافيز
مد الرئيس الأميركي باراك أوباما يده إلى كوبا في أول مشاركة له في قمة الأميركتين في ترينيداد وتوباغو، مؤكدا تمسكه بالحوار، في حين دعته دول عدة إلى رفع الحصار الأميركي عن الجزيرة الشيوعية. وغداة اعتراف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بفشل سياسة بلادها في حصار كوبا خلال العقود الأربعة الماضية، رفض أوباما في خطابه الليلة قبل الماضية إجراء حوار «لمجرد الرغبة في الكلام»، لكنه قال إنه يؤمن بإمكانية إعطاء «اتجاه جديد» للعلاقات مع كوبا.
وأعلن أوباما أنه على استعداد لتبدأ ادارته الحوار مع الحكومة الكوبية على أساس مجموعة واسعة من المسائل: من حقوق الإنسان إلى حرية التعبير والإصلاح الديمقراطي، إلى المخدرات، مرورا بالهجرة والمسائل الاقتصادية .
وقال وسط تصفيق الحضور إنه «لم يأت إلى هنا للاهتمام بالماضي، وانما بالمستقبل». وقبيل ذلك، جرت مصافحة تاريخية وحارة بين أوباما ونظيره الفنزويلي هوغو تشافيز، العدو اللدود للولايات المتحدة. وبدا الرجلان مبتسمين أمام المصورين، كما لو أنهما قصدا تجاوز خلافاتهما. وقال الرئيس الفنزويلي «بهذه اليد، صافحت جورج بوش قبل ثماني سنوات. أريد أن أكون صديقك»، في حين شكره باراك أوباما وأمسك بذراعه. وروى مصدر في الرئاسة الفنزويلية إن «ذلك كان مسألة ثوان». وقال «حيا الرئيس تشافيز أوباما بالإسبانية ورد عليه الأخير بالإنجليزية». وقدم تشافيز كتابا لأوباما عنوانه «الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية». وفي معرض إبداء استعداده للحوار مع كوبا، سعى باراك أوباما أيضا إلى نزع فتيل هجومية تشافيز.
وكانت فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا وهوندوراس والدومينيكان وسان فنسنت (التي تشكل البديل البوليفاري للأميركتين) أعلنت في اليوم نفسه أنها تعتبر مسودة البيان الختامي لقمة الأميركتين «غير مقبول»، لأنه لا يتحدث عن رفع الحصار الأميركي عن كوبا.
وعمدت دول أكثر اعتدالا، مثل الأرجنتين برئاسة كريستينا كيرشنر، إلى دعوة الرئيس الأميركي أيضا إلى رفع حصار بلاده عن كوبا الذي وصفته بأنه «ينطوي على مغالطة تاريخية»، ودعته كيرشنر إلى اغتنام «لحظة تاريخية» مع كوبا. وحرصاً منه على الحؤول دون أن تتمكن المسألة الكوبية من إفساد تلاقي بلاده مع دول أميركا اللاتينية، أمر أوباما منذ الاثنين الماضي برفع القيود المفروضة على سفر الأميركيين-الكوبيين وتحويلات الأموال إلى الجزيرة الشيوعية. وطالب بأن تبدي هافانا «إشارات تغيير»، بما يسمح بمزيد من ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين. وفور وصوله، أكد تشافيز في بورت اوف سبين أن كوبا «حاضرة هنا مع فنزويلا».
وعرض الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسيه مانويل أنسولزا وضع حد لاستبعاد كوبا عن هذه الهيئة في أثناء الجمعية العامة المقبلة للمنظمة في يونيو . وفي صفوف الوفود الأميركية اللاتينية، ساد الاعتقاد بأن الرئيس الفنزويلي لن يذهب إلى حد التسبب في إفشال قمة ترينيداد وتوباغو، وهي جزيرة قبالة سواحل فنزويلا، لأن هذه النتيجة ستلتف ضده فورا في منطقة استراتيجية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news