أوباما يشترط «أفعالاً» من كوبا وفنزويلا لتحسين العلاقات
حاز الرئيس الاميركي باراك اوباما إعجاب نظرائه من قادة أميركا الجنوبية في قمة الأميركتين في ترينيداد وتوباغو، غير أن الملف الكوبي كان لايزال نقطة الخلاف الأساسية التي عرقلت الإتفاق على البيان الختامي. وصرح أوباما أن الولايات المتحدة تنتظر من كوبا وفنزويلا أفعالا وليس أقوالا فقط لتحسين العلاقات معهما .
ودعا أوباما إلى الإفراج عن الصحافية الأميركية الإيرانية الأصل روكسانا صابري المسجونة في إيران، نافيا أن تكون جاسوسة أميركية كما دانها بذلك القضاء الإيراني الذي قضى بسجنها ثمانية اعوام.
وأعلن في تصريحات عقب انتهاء قمة الأميركتين أن السياسة الأميركية التي اعتمدت تجاه كوبا خلال السنوات الخمسين الماضية «لم تنجح»، لكنها مع هذا لن تتغير قريبا. وقال إن المسائل المتعلقة بالسجناء السياسيين وحرية التعبير والديمقراطية مسائل مهمة ولن توضع ببساطة جانبا.
وقال أوباما إن على كوبا وفنزويلا، كما على الولايات المتحدة، أن تظهرا «ليس فقط أقوالا وإنما أفعالا»، إذا ما أرادتا تحسين العلاقات في ما بينهما. وأشار إلى مؤشرات إيجابية في العلاقات بين واشنطن والدولتين الأميركيتين اللاتينيتين المناهضتين لها، مؤكدا أن الأقوال يجب أن تتبعها أفعال.
ولم يخف الكثير من القادة إعجابهم بالرئيس الأميركي إثر اجتماعه بنظرائه قادة الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في اتحاد الأمم الأميركية الجنوبية. وقال رئيس الأوروغواي طبارة فازكيز القادم من اليسار « تمكنا جميعا منالتحدث إليه ورد على كل واحد منا»، مضيفا «هذا لم يكن يحدث في الماضي». كما أعرب رئيس الأكوادور رفاييل كوريا، أحد أشد منتقدي الولايات المتحدة، إلى جانب رئيس فنزويلا هوغو تشافيز، وبوليفيا ايفو موراليس، عن إعجابه بالرئيس أوباما.
وقال «إنها بداية عهد جديد» حتى وإن « لم نر حتى الآن تغييراً كبيراً تجاه كوبا». وقالت رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر إن «حواراً مختلفا فتح» مع باراك أوباما، معربة عن الأمل في «ترجمة نياته إلى سياسات ملموسة» وقالت نظيرتها التشيلية ميشيل باشلي إن الاجتماع كان «إيجابياً جداً» والحوار كان «صريحاً».
غير أن المفاجأة جاءت من تشافيز الذي بعد أن وصف أوباما في مارس الماضي بـ«الجاهل المسكين»، عاد خلال القمة ليعبر له عن مشاعر صداقة غريبة ولمصافحته بحرارة واهدائه كتاباً أرفقه بالعبارة التالية «الى اوباما مع المودة»
وأعلن تشافيز أول من أمس، أنه عين سفيراً لبلاده في واشنطن «بعد أن كان سحب سفيره وطرد السفير الأميركي في سبتمبر .2008 غير أنه، قبل ساعات من اختتام القمة، لم يتوصل القادة ورؤساء الحكومات الـ34 المشاركين في القمة إلى اتفاق حول البيان الختامي والسبب الرئيس يكمن في السياسة الأميركية تجاه كوبا المستبعدة من منظمة الدول الأميركية منذ ،1962 ولم تتم دعوتها إلى القمة.
وببادرة من تشافيز، اعتبر أعضاء الرابطة البوليفارية للأميركتين (فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا والهندوراس والدومينيكان وسانت فنسنت) البيان الختامي» «غير مقبول» بسبب الحظر الأميركي على كوبا. وقال تشافيز نتبنى موقفاً حازماً» بهذا الشأن، ولا أعتقد انه لدينا الوقت لتغييره (البيان)، ولذلك لن نوقعه».
وقال رئيس غواتيمالا الفارو كولون « ذلك سيمثل دليلاً خطيراً على انعدام المسؤولية من جانبنا».
ودعا وزير خارجية الأرجنتين خورخي تاينا إلى «البحث عن حل وعن توافق». وقال « شهدنا مناخاً إيجابياً جداً ،ولا يجب إفساده بسبب تفصيل في البيان» الختامي خصوصاً مع تعدد بوادر حسن النية تجاه كوبا على هامش القمة.
ودليلاً على التغير الحاصل في الأجواء، سمح الرئيس الفنزويلي لنفسه السبت بـ«المزاح» أمام باقي قادة الدول، وقال تشافيز «لماذا لا نعقد القمة المقبلة للأميركتين في هافانا؟!»، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الليلة قبل الماضية، في بيان إن واشنطن «ستعمل الآن» على إعادة سفيرها الى كراكاس وعودة نظيره الفنزويلي إلى واشنطن. وأوضح المتحدث باسم الوزارة روبرت وود في البيان ان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز اتصل صباح السبت، بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وذلك على هامش قمة الاميركتين في بورت اوف سبين. وأضاف إن تشافيز وكلينتون بحثا عودة السفيرين إلى مركزيهما في كراكاس وواشنطن.
وأكد المتحدث أنه «تطور إيجابي سيساعد على دفع المصالح الاميركية، ووزارة الخارجية ستعمل الآن (على تحقيق) هذا الهدف».