روكسانا صابري: رهينة السياسة الحسناء
أمر القضاء الإيراني بآلية استئناف «سريعة وعادلة» في ملف الصحافية الإيرانية الأميركية، روكسانا صابري، التي حكم عليها بالسجن ثماني سنوات لادانتها بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وقد دعا الرئيس الأميركي باراكاوباما إلى الإفراج عنها، كما طلب نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد من مدعي طهران سعيد مرتضويالقيام «بما هو ضروري لضمان احترام العدالة والدقة في دراسة الاتهامات الموجهة إليها».
وتحولت قضية صابري عبر هذه التطورات لتصبح بمثابة الاختبار الأول للعلاقة بين إيران والإدارة الأميركية الجديدة.
وكانت التهمة الأصلية الموجهة لصابري شراء زجاجة نبيذ، ثم قالت السلطات إنها كانت تعمل صحافية من دون أن تحوز بطاقة، لتتطور القضية إلى التجسس.
عملت صابري( 31 عاما) قبل ثلاث سنوات مراسلة لهيئة الإذاعة البريطانية في ايران ليتم إلغاء الترخيص الصحافي الخاص بها، كما عملت لصالح شبكة الإذاعة العامة الاميركية «ان بي ار»، وشبكة تلفزيون فوكس نيوز. واستقرت منذ ست سنوات في إيران وأنجزت العديد من الأعمال الصحافية. ويصفها زملاؤها بأنها متعددة المواهب الإعلامية، فهي تجيد التصوير وكتابة التقارير الصحافية، فضلا عن اللغات الانجليزية والفارسية والفرنسية.
ولدت روكسانا في ولاية نورث داكوتا من أب إيراني وأم يابانية، وكانت متميزة في دراستها ونالت جوائز تقديرية عدة. تخرجت سنة 1997 في كلية كونكورديا بولاية مينسوتا، وتتخصصت في الإعلام واللغة الفرنسية. كما حازت شهادتي ماجستير في الإعلام التلفزيوني من جامعة شيكاغو، وأخرى في العلاقات الدولية من جامعة كامبريج البريطانية. وتم اختيارها «ملكة جمال نورث داكوتا» عندما كانت طالبة في الجامعة، وكانت ضمن العشر المرشحات للقب ملكة جمال اميركا في .1998
فضلت روكسانا البقاء في إيران، رغم مضايقات السلطات لها، من أجل تأليف كتاب عن إيران واستكمال دراسة كانت قد بدأتها قبل فترة. إلا أن الحظ لم يحالفها وانتهت في سجن «ايفين» سيئ السمعة، الذي يعتقد ان عددا من المعتقلين السياسيين محتجزون هناك. وقد توفي صحافيان اثنان على أقل، حسب تقارير غربية، في هذا السجن، في ظروف غامضة. ويقول محللون ان اطرافا في إيران يستخدمون ورقة صابري للضغط على اميركا من أجل اطلاق سراح الدبلوماسيين الإيرانيين الذين احتجزتهم القوات الأميركية في العراق قبل عامين، في حين يرى آخرون ان المتشددين يحاولون افشال محاولات التقارب بين النظامين الأميركي والإيراني.
وطلبت مؤسسات إعلامية أميركية وبريطانية من إيران السماح لجهات مستقلة بلقاء صابري. ودعت شبكات ناشيونال بابليك راديو و«ايه.بي.سي» نيوز وهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي.سي» و«بي.بي.اس» وصحيفة وول ستريت جورنال وقناة فوكس نيوز وصحيفة «فيتشر ستوري نيوز» الإفراج عنها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news