هل سيقرأ أوباما كتاباً عن هيمنة الغرب على أميركا اللاتينية؟
أثار كتاب «الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية» للكاتب إدواردرو غاليانو الذي أهداه الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إلى نظيره الأميركي باراك أوباما ضجة عالمية واسعة، بسبب موضوع الكتاب المنصب عن الهيمنة الغربية لأميركا اللاتينية ، وللمسافة الفكرية التي تفصل بين الثائر اللاتيني تشافيز والديمقراطي الأميركي أوباما. ومن جهة ثالثة، بسبب السجال حول الكتاب بين مؤيدين بلاحدود لموضوعه وتناوله ومعارضين له بحيثيات تتعلق بعدم دقته وخياليته. وطبقا لما ذكرت صحيفة الغاررديان البريطانية إنه بمجرد ظهور صورة الكتاب أول من أمس، انتقل ترتيبه 54 293 إلى المرتبة السادسة من بين الكتب الأكثر مبيعا والأشهر في العالم.
يقول غاليانو في الفصل الأول من كتابه إنه «عند تقسيم العمل بين الدول، يكون بعضها متخصصا في الربح وبعضها الآخر في الخسارة»، وأن القارة المسكينة (أميركا اللاتينية) اختارت، أو بالأدق فرض عليها، المربع الثاني. وأن الرخاء الذي عرفته الولايات المتحدة وأوروبا اعتمد على نهب وسرقة موارد أميركا اللاتينية الطبيعية أولا، و البشرية ثانيا. ويشرح الكتاب على مدى 300 صفحة الأعمال المرعبة و المظالم التي أنزلها الغرب بأميركا اللاتينية.
وقسم غالينو كتابه إلى ثلاثة أجزاءهي: الفقر الإنساني نتيجة احتكار بعضهم ملكية الأراضي، والتنمية باعتبارها رحلة مع سفن محطمة أكثر منها مع قبطان متمرس، و تحديث للعمل الأصلي في عام .1977
ورسم المؤلف في الفصل الأول من كتابه صورة للمستكشفين الإسبان المدفوعين بجشعهم في البحث عن الذهب مهما كلف الثمن ، يأتي بعدهم الأوروبيون ومن ثم المستغلون الأميركيون، وهم يتلاعبون بمحاصيل السكر والقهوة من أجل الحصول على مكاسب أكثر على حساب السكان المحليين. وامتدحت الكاتبة المعروفة إيزابيل اللندي الكتاب، وقالت إن غاليانو كشف عن مواهبه كلها في الكتاب الذي يشبه رواية تتحدث عن القراصنة، وإنه بنفسه وصف كتابه ذات يوم بأنه رواية. وتنساب أحداث الكتاب بسهولة، كأنها تفاصيل حكاية بسيطة، على الرغم من تغطيتها لحقائق سياسية وتاريخية مهمة، ومن المستحيل أن يشعر القارئ بالملل من قراءتها.
من جهة أخرى، يواجه الكتاب انتقادات واسعة تتعلق بعدم دقته من الناحية التاريخية، خصوصا في سرده لوقائع الحرب الإسبانية الأميركية والاستيلاء على جزيرة بورتوريكو، ووقوع الفلبين في أيدي الولايات المتحدة، وكذلك في نقل تفاصيل الأعمال المرعبة التي واجهها شعب بورتوريكو على يد الأميركيين.
ويرى نقاد ومحللون أن الكتاب يمكن أن يقدم زادا ذهنيا للبيت الأبيض، بعد أن تم حظره خلال فترة الديكتاتوريات العسكرية في تشيلي و الأرجنتينن والأورغواي. ويمكن أن توازي قيمته تقديم كتاب «الفجر الأحمر» الذي يتحدث عن غزو مفترض قام به الاتحاد السوفييتي للولايات المتحدة في زمن الحرب الباردة لزعيم روسي . أو تقديم كتاب «اغتصاب في نانكين» عن ارتكاب اليابان الإمبريالية في 1937 مجزرة نانكين التي كانت عاصمة الصين لرئيس الوزراء الياباني.
ومن حيث المبدأ، يقصد شافيز يقصد بتقديم هذا الكتاب القول لأوباما إن دولتكم شريرة ومستغلة، وإنه يأمل بأن يقوم الرئيس الأميركي بتغيير سلوك بلاده، وبأن يتمكن من قراءة الكتاب ويحسن الوضع الإنساني لبلاده. لكن، هناك من يقول إن الكتاب مكتوب بالإسبانية. وبالتالي، فإن الرئيس الأميركي لم يكن يعرف ما هي الهدية التي تقبلها.