عطاءات أكبر مخطط استيطاني بـ 1.5 مليار دولار بعد أيام
يبدأ الاحتلال الإسرائيلي بعد أيام في طرح عطاءات لتنفيذ مشاريع أكبر مخطط إسرائيلي استيطاني، منذ نكبة عام 1948 في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بتكلفة مالية تصل إلى 1.5مليار دولار على مدى خمس سنوات، ويصنف المخطط قيد التنفيذ كأضخم المشاريع الاستيطانية التي استهلت الحكومة اليمينية الجديدة أولى مهامها بالمصادقة عليه. فيما تواصل سلطات الاحتلال من سياسة التوسع الاستيطاني في مدن الضفة الغربية والقدس، ضمن مخطط استيطاني جديد لبناء نحو 73 ألف وحدة على مراحل في الضفة لربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها، وفصل الضفة إلى قسمين، وكان آخرها شق طرق بين مستوطنات، ومد شبكة كهرباء.
وقال الخبير في شؤون الاستيطان ومسؤول دائرة الخرائط في بيت الشرق في القدس، خليل التكفجي، ل «الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي «ستبدأ إسرائيل خلال أيام بطرح عطاءات لتنفيذ أكبر مخطط إسرائيلي منذ النكبة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بتكلفة 1.5 مليار دولار، على مدى خمسة أعوام، ضمن مشروع إقليمي كبير للاحتلال في الضفة والقدس اسمه (30 ـ أ)».
وأوضح أن المشروع يمتد من قرية اللطرون الفلسطينية إلى الجانب الشرقي من القدس المحتلة حتى منطقة بيت لحم، ويشمل إقامة بنية تحتية للمستوطنات، وإقامة مستوطنات جديدة، وتوسع استيطاني في المستوطنات المقامة، وشق طريق سكة حديد من مستوطنة غوش عتصيون في بيت لحم حتى القدس، وإقامة مدن صناعية لليهود، وإحداث تغيير ديموغرافي للقدس.
وأفاد أن الغرض الأكثر خطورةً من وراء المشروع يرمي إلى زيادة نقل سكان يهود من الأراضي المحتلة «إسرائيل» إلى القدس الشرقية، عبر بناء مستوطنات جديدة، وجعل القدس الشرقية منطقة رقم «A» لليهود، لتصبح القلب والرأس لهم، وتحويلها إلى مركز ثقافي وحضاري لهم.
وقــال التكفجي «بدأ طرح هذا المشروع قبل أيام، وتم كشف أمور مرتبطة به، منـــها، إقرار وزارة الثــقافة الإسرائيلية في 19ـ4ـ 2009 بأن تخصص رحلات لطلبـــة المدارس اليــهود إلى القدس والمسجد الأقصى، والعملية الثانية هدم المنازل، وبناء جدار الفصل العنصري، ومشروع رئيــس بلدية القدس اليهودي نير بركات وهو مشــروع «20/20»، والذي هو جزء من المشروع الإقليمي الكبير».
وأفاد بأن من ضمن المشروع ربط مستوطنات الضفة الغربية والقدس ببعضها ، والتي ستؤدي في النهاية إلى فصل الضفة الغربية إلى جزأين شمالي وجنوبي.
فصل الضفة
وقال الخبير في شؤون الاستيطان وعضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية، عبدالهادي حنتش، «تواصل سلطات الاحتلال من سياسة التوسع الاستيطاني في مدن الضفة والقدس، ضمن مخطط جديد لبناء نحو 73 ألف وحدة استيطانية على مراحل في الضفة الغربية، ضمن عملية تهويد كاملة تستهدف القدس ومدن الضفة».
وأوضح في اتصال هاتفي مع «الإمارات اليوم» أن خطوات كانت لربط مستوطنة كريات أربع، أكبر وأقدم المستوطنات في الخليل، بمستوطنة «معاليه أدوميم» في القدس، وفصل الضفة الغربية لجزأين شمال وجنوبي، امتدادا من خاصرتها التي تبدأ من البحر الميت إلى القدس».
وأشار حنتش إلى مشروع بناء الـ 73 ألف وحدة استيطانية، هو إحياء لمشروع قديم قدمه سابقاً رئيس الوكالة اليهودية عام ،1979 ولكن ليس بهذا العدد، حيث تم زيادة العدد فوصل إلى 73 ألف وحدة.
وأوضح أن إسرائيل فصلت بين مدينتي بيت لحم والقدس من خلال مستعمرة في منطقة جبل أبو غنيم، الفاصلة بين المنطقتين، بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري الذي عزلهما عن بعض .
وقال عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية إن الخليل تشهد عمليات توسع استيطاني في مستوطنات «كريات أربع وخارصينا». وعمليات بناء جديدة في مستعمرة «شكليوت» جنوب الخليل . وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك في وقت سابق عن إقامة 6500 وحدة استيطانية في أشكليوت، وشرعنة مستوطنة «سنسانة A» المقامة جنوب غرب منطقة عرب الرامديم في الخليل منذ نهاية التسعينات.
وأضاف«كما أقيمت مستوطنة سنسانة ، في العام الماضي ،2008 بعد أن عزل الجدار الأراضي المقامة عليها والسيطرة عليها».
وذكر حنتش أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي شرعت الأحد الماضي بوضع أسلاك شائكة على بعد 20 مترا من منازل الأهالي في منطقة عرب الرامديم، جنوب الظاهرية أقصى جنوب الخليل، تمهيدا للسيطرة على أراضي الأهالي وبناء الجدار العنصري في المنطقة، لافتا إلى شق الاحتلال قبل شهرين طريقا ترابية شمال غربي عرب الرامديم في محيط مستوطنة أشكليوت، تمهيدا لمد بناء الجدار.