مسؤولون أميركيون كبار وراء اعتماد أساليب «التعذيب»
أكد تقرير جديد لمجلس الشيوخ الأميركي أن مسؤولين أميركيين كبارا، وليس «مجرد موظفين صغارا»، يقفون وراء تقنيات الاستجواب القاسية التي انتشرت من معتقل غوانتانامو إلى سجون أفغانستان والعراق.
وسيؤجج التقرير الذي أعدته لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، ويقع في 261 صفحة، بعد تحقيقات قامت بها حول المعاملة التي خص بها الأميركيون المعـتقلين في إطـار «الحرب على الإرهاب»، الجدل الدائر حول تقنيات اعتبرت إلى حد كبير تعذيباً.
وكانت اللجنة التي يرأسها السيناتور الديموقراطي كارل ليفين نشرت ملخصا لنتائج توصلت إليها في ديسمبر الماضي. لكنها أبقت التفاصيل قيد الكتمان خلال إجراءات رفع السرية عنها في وزارة الدفاع.
وقال ليفين في بيان إن التقرير يكشف أن تأكيدات كبار مساعدي الرئيس السابق جورج بوش «بأن التجاوزات بحق المعتقلين يمكن أن تعتبر أعمالاً غير شرعية، ارتكبها (بضعة موظفين صغار)، خاطئة». وأضاف «التقرير إدانة لسياسات الاستجواب التي اتبعتها إدارة بوش، ولكبار المسؤولين في الإدارة الذين حاولوا إلقاء هذه الانتهاكات، مثل التي حدثت في سجون أبوغريب وغوانتانامو وأفغانستان على عاتق جنود».
وتابع التقرير أن المسؤولين الأميركيين بدأوا الإعداد لما أصبح يعرف بتقنيات «الاستجواب المتقدمة» بعد أشهر من هجمات« 11 سبتمبر» ،2001 وقبل إصدار سلسلة مذكرات تؤكد أن هذه الممارسات قانونية.
وجاءت التقنيات من تعزيز برنامج عسكري معروف باسم «بقاء فرار مقاومة وفرار» (سرفايفال إيفيجن ريزيسنتنس آند إيفجن - إس.أي.آر.أي)، يهدف إلى تدريب العسكريين على مقاومة ضغوط العدو عند استجوابهم، إذا كان لا يطبق الحظر الدولي للتعذيب. ومن هذه التقنيات، الصفع وتعرية المعتقلين، أو جعلهم في أوضاع تشكل ضغطا عليهم، إلى جانب «الإيهام بالغرق».
وأكد التقرير أن أحد المعتقلين أجبر على «النباح والقيام بحركات خاصة بالكلاب»، بينما أجبر آخر على «ارتداء طوق خاص بالكلاب» لإضعافهما. وشملت جلسات الاستجواب «إهانة الدين» و«غزو المكان من قبل نساء».
ونقل التقرير عن مسؤولين قولهم إن بعض هذه الوسائل القاسية كانت مستخدمة قبل غزو العراق في مارس ،2003 نظرا إلى خيبة أمل واشنطن من العثور على أدلة تربط بين تنظيم القاعدة وبغداد.
ونقل التقرير عن الطبيب النفسي في الجيش، الميجور بول بروني، قوله عن جلسات استجواب في غوانتانامو «على الرغم من أن بعضها سمحت بالحصول على معلومات، وبعضها كان مفيدا، كنا نركز على الحصول على دليل، يربط بين القاعدة والعراق».
وأضاف «لم ننجح في تأكيد العلاقة بين القاعدة والعراق. وبقدر ما كان شعورنا بالإحباط بسبب الفشل في إيجاد هذا الرابط (...)، كان الضغط يزداد بما يتناسب مع الإجراءات للحصول على نتائج فورية».
وأشار التقرير إلى تفاصيل عن تحذيرات جاءت من خبراء عسكريين وغيرهم، تفيد بأن هذه الأساليب القاسية تسمح بالتوصل إلى نتائج استخبارية «أقل أهمية» من وسائل أخرى.
وقال إن الوكالة المشرفة على البرنامج «بقاء فرار مقاومة وفرار» كتبت في مذكرة في 2002 «إذا حصل محقق على معلومات بعد تطبيق وسائل قاسية جسديا ومعنويا، فإن دقة وصحة هذه المعلومات مشكوك فيها».
وأضاف «بعبارة أخرى، الفرد الذي يخضع لألم شديد يمكن أن يعطي جوابا أي جواب، أو عدة أجوبة لوقف الألم».