تل أبيب لا تعرف كيف تحسّن صورتها

أعطى انسحاب دبلوماسيين أوروبيين احتجاجاً على وصف إيران لإسرائيل بأنها دولة «عنصرية»، في مؤتمر عقدته الأمم المتحدة عن العنصرية، دفعة معنوية للإسرائيليين في الوقت الذي يحيون فيه ذكرى «المحرقة».

لكن، من غير المرجح أن تغير اللفتة التي تنم عن التضامن في مؤتمر الأمم المتحدة في جنيف وحدها الاعتقادات في شوارع الغرب، حيث نظم منتقدو إسرائيل احتجاجات حاشدة، في أثناء العدوان على غزة في يناير الماضي.

وتتهم جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ومحققون من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان. ورفضت إسرائيل الاتهامات، وتقول إنه لا وجود لميثاق أخلاقي وافٍ للحرب التي يستخدم فيها الخصوم «الذين يفتقرون إلى الأخلاق» الدروع البشرية بلامبالاة تامة. وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في كلمة ألقاها إحياءً لذكرى «المحرقة» إن «شعباً فقد ثلث أفراده وثلث أطفاله في محارق النازي لا ينسى، ويجب أن يكون يقظا»، على حد تعبيره.

ومنذ تأسيسها في ،1948 ركزت إسرائيل بشكل خاص على «الحسبارا»، وهي كلمة عبرية تصف مسعاها لشرح كيف أن تصرفاتها، العسكرية والدبلوماسية مبررة، وتتفق مع أعلى المعايير الأخلاقية . لكن إسرائيل مرتبطة بشكل لا فكاك منه بالصراع والحرب، ويعتبرها بعض المنتقدين متعجرفة وقاسية في معاملتها للفلسطينيين. وتعتبر إقامتها مستوطنات على أراض محتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي.

واعترف نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون في مقابلة «للأسف الصورة المأخوذة عن إسرائيل كانت دوما بغيضة»، لكنه أصر على أن هذا «ليس بفعل إسرائيل».

وفي محاولة لتحسين الصورة في الخارج، دشنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، مبادرة تحت عنوان «صورة إسرائيل» في أكتوبر .2006 وقالت حينذاك «حان الوقت لتضييق الهوة بين إسرائيل الحقيقية وصورتها العالمية».

ويأمل مدافعون أن تطور الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفي وجود وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، هذا المشروع.

وقال أيالون «أعتقد أن الناس لا يعرفون إسرائيل. سوف يرون مجتمعا مزدهرا ونابضا بالحياة، ويسوده الانفتاح، يعيش في ظل سيادة القانون. تحسين صورة إسرائيل وسيلة لتوضيح من نكون من دون تدخل من جداول الأعمال السياسية أمام الجماهير»، على حد قوله.

الأكثر مشاركة