طليق غوانتانامو يصبح أشهر طباخ بيتزا
الأسبوع الماضي وبعد نهاية صلاة الجمعة خرج ابوبكر قاسم المعروف بانه اشهر طباخ يصنع البيتزا في تيرانا العاصمة الالبانية، من المسجد مع نحو 1000 من المصلين الى شارع كافايا ومضى إلى منزله من دون أن يعطي أدنى إشارة تميزه وهو الرجل الذي يملك سجلاً غير عادي في حياته.
جاء أبوبكر، وهو رجل نحيف وملتحٍ ويتميز بعينيه اللوزيتين، من ينيانغ الواقعة في مقاطعة شينجيانغ في شمال غرب الصين. وكان ضمن مئات اخرين من المشتبه بهم بالضلوع في اعمال ارهابية قد سجنوا لمدة اربع سنوات في سجن غوانتانامو الشهير التابع للولايات المتحدة.
يعيش قاسم خلال السنوات الثلاث الماضية في البانيا، وهي الدولة الوحيدة التي قبلته بعد ان تم اطلاق سراحه في عام .2006 ولكن الرجل وجد عملاً جديداً له في الحياة، اذ انه يقوم بعجن عجينة البيتزا، ثلاث مرات في الاسبوع، في مطعم بماكغوستو حلال، في شارع هوكسا تاهسيم. يقول أبوبكر إن المواد الاساسية لصنع ذلك العجين هي الحنطة وزيت الزيتون والملح. وكان تعلم اسرار المطبخ الايطالي بالنسبة لـ(أبوبكر) الذي عمل في المطاعم منذ ان كان في السابعة من عمره، امراً سهلاً. ويروي ابوبكر قصته التي تبدو وكأنها فيلم سينمائي. ويقول انه يتذكر كيف كانت تقوم حكومة الصين الشيوعية بمضايقة جماعة الاويغور الصينيين وهم اقلية مسلمة تعيش في غرب الصين. ويتذكر كيف هرب من بيته وامضى العديد من السنوات محتجزاً لدى الاميركيين، ويذكر حياته الجديدة في البانيا الدولة «الكافرة». ولكن لماذا يقوم شاب مثل ابوبكر بعبور قرغيزيا من اجل المال عام ،2000 بينما كانت زوجته حاملاً بتوأم؟ لماذا يجد نفسه لاحقاً ضالاً في جبال افغانستان في منطقة تورا بورا، رغم انه كان يريد الذهاب الى تركيا حيث علم انه يستطيع العمل هناك؟.
يبتسم أبوبكر عندما يسمع هذه الاسئلة. وهذه ليست المرة الاولى التي يروي فيها قصته. ولايزال هناك 17 شخصاً من جماعة الاويغور في غوانتانامو، وهم ابرياء كما يقول ابوبكر، ولكن ليس لديهم اي مكان يذهبون اليه، فهم لايستطيعون العودة الى الصين لانها تعتبرهم «انفصاليين» ولم تتطوع اي دولة لاستقبالهم. ولذلك فان ابوبكر صانع البيتزا اخذ على عاتقه ان يكون صوت هؤلاء النفر اليائسين من اخوته في جماعة الاويغور.
وارسل ابوبكر رسالة مفتوحة الى «السيد الرئيس العزيز» باراك اوباما قبل نحو اسبوعين، حيث خاطب اقوى رجل في العالم بكل شجاعة، وطالبه بأدب جم ان يطلق سراح ابناء وطنه، واعرب عن اعجابه باوباما، وقال له «انت مثلي لم تفكر بنهاية مشوارك الطويل، عندما اصبحت بطلاً، وانا اؤيدك، وانا فخور بك». ويتقن ابوبكر اللغة الالبانية الان بحيث انه يستطيع قراءة الصحف في تيرانا. وقرأ ان رئيس وزراء البانيا سالي بريشا برر قبول البانيا بجماعة الاويغور ذلك لأنه يرى ان بلاده تسدد ديناً لاميركا، لان واشنطن دعمت اقليم كوسوفو ذي الطائفة الالبانية عند انفصاله عن الصرب. ولاتزال حكومة البانيا تدفع لـ(أبوبكر) اجر شقة وبطاقات هاتف، وبالتالي فإنه يستطيع الاستماع عبر الهاتف لصوت زوجته وتوأميه، اللذين اصبحا الان في التاسعة من العمر، واللذين لم يرهما حتى الان. ولكن هذه المساعدات ستخفض في نهاية العام الجاري وعندها يتعين على (ابوبكر) ان يعتمد على نفسه.
وفي الحقيقة فإن العيش في البانيا يمثل حدثاً صغيراً لهذا الرجل الذي سجنه الصينيون، والاميركيون وتعرض للمضايقة من قبل الشرطة في قرغيزيا، وخدعه رجال القبائل في باكستان، ولذلك فإنه ينوي ان يفتتح مطعم بيتزا خاصاً به في تيرانا، ان شاء الله، كما يقول أبوبكر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news