كلينتون: العلاقة مع دمشق لن تكون على حساب لبنان
صرحت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في بيروت أمس إن المناقشات الجارية بين بلادها وسورية لن تكون مطلقا على حساب لبنان . وبحثت موضوع الانتخابات النيابية التي ستجري في لبنان في السابع من يونيو المقبل، ودعت إلى أن تكون «انتخابات نزيهة وحرة، بعيدا عن التدخلات الخارجية».
وتفصيلا، وصلت كلينتون إلى بيروت أمس في زيارة مفاجئة استمرت ساعات، هي الأولى لها منذ تسلمها مهامها في يناير الماضي. وقالت في مؤتمر صحافي عقدته بعد اجتماعها مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان «لن نفعل شيئا يمكن أن يشكل خطرا على سيادة لبنان. لا يحق لنا ذلك، ولا أعتقد أن من الصواب القيام بذلك».
وأضافت «يجب أن يتأكد الشعب اللبناني أن الولايات المتحدة لن تعقد أي صفقة مع سورية تعرض اللبنانيين للخطر». وأعربت عن ارتياحها لتبادل السفراء بين بيروت ودمشق، وقالت «نؤمن بأن على لبنان أن تكون له علاقات جيدة مع جيرانه، بما فيهم سورية، لكن لبنان بلد حر مستقل ذو سيادة».
وبعد اللقاء مع سليمان، زارت كلينتون ضريح رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ورافقها إلى الضريح نجل رئيس الوزراء المغتال وزعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري.
وأكدت كلينتون في تصريحات للصحافيين المرافقين لها أن واشنطن تأمل أن تمضي الانتخابات اللبنانية «بشكل ديمقراطي وحر، بعيدا عن التدخلات الخارجية، ومن حق الشعب اللبناني أن يختار ممثليه في انتخابات مفتوحة ونزيهة، بعيدا عن شبح العنف والتخويف».
وتعهدت كلينتون بأن تدعم الإدارة الأميركية «أصوات الاعتدال في لبنان والمؤسسات المســؤولة التي تسعى هذه الأصوات إلى بنائها في الدولة اللبنانية».
وشددت الوزيرة الأميركية على ضرورة« أن يتمكن اللبنانيون من اختيار ممثليهم في انتخابات شفافة وعادلة، خارج دائرة العنف أو التخويف ومن دون تاثيرات خارجية». وأضافت «ننضم إلى المجموعة الدولية في دعم جهود الحكومة اللبنانية لتحقيق هذا الهدف».
وتأتي زيارة كلينتون في خضم تساؤلات بشأن موقف الدول الغربية، ومن بينها الولايات المتحدة، إذا ما فاز تحالف المعارضة اللبنانية الذي يضم حزب الله، في الانتخابات تشكل الحكومة المقبلة.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم صرح الأسبوع الماضي، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، إن الحزب تلقى ضمانات بأن واشنطن لن تقاطع أي حكومة يشارك فيها.
ويذكر أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان زار في مارس الماضي دمشق، ووصف محادثاته هناك بـ«البناءة»، وشدد على عدم تعارض دعم الولايات المتحدة للبنان مع سعيها للتوصل إلى حلول دبلوماسية مع سورية.
وأبدت إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما انفتاحا على سورية، بعد أن فرضت إدارة الرئيس السابق جورج بوش عزلة شبه دولية على دمشق التي أشارت تقارير تحقيق دولية إلى تورط مسؤولين أمنيين فيها في حادث اغتيال رفيق الحريري عام ،2005 وهو ما تنفيه دمشق.