خطر متحورٌ.. بعض حالاته مستحيلة التجنب
تعد السلالة الجديدة من «أنفلونزا الخنازير» التي تفشت شمال إفريقيا خليطاً من فيروسات أنفلونزا الخنازير والطيور والأنفلونزا التي تصيب الإنسان، وتمثل أكبر خطر لانتشار وباء عالمي على نطاق واسع منذ ظهور أنفلونزا الطيور عام 1997 الذي تسبب في مقتل المئات . وهذا المرض بشكل عام هو مرض تنفسي يصيب الخنازير، يسببه فيروس أنفلونزا من نوع «أ»، ويمكن أن ينتشر بسرعة. ويمكن أيضا أن ينتقل إلى الإنسان، خصوصاً عند الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة بالفيروس. ولا تتم الإصابة بهذه الأنفلونزا من خلال أكل لحم الخنزير، إذ لا تنتقل عبر أكله، بل عبر الهواء، حيث تنتقل من إنسان إلى آخر.
وينتشر المرض بشكل خاص في موسمي الخريف والشتاء، إلا أنه يتفشى كذلك في فترات أخرى من العام. وهناك سلالات لأنفلونزا الخنازير، كما الأنفلونزا التي تصيب الإنسان، وتتحول طبيعة الفيروس بشكل مستمر.
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن بعض حالات الوفاة تمثل نوعا جديدا لم يعرف من قبل لانفلونزا الخنازير. وأن الفيروس الجديد يحمل صفات جينية مختلفة عن التي أصيب بها البشر في مناطق مختلفة في أوروبا وآسيا. ويتم تلقيح الخنازير في أميركا الشمالية بشكل روتيني ضد الفيروس، إلا أنه ليس هناك حتى الآن لقاح مخصص لمكافحة هذا الفيروس للبشر. ويقول مسؤولون صحيون إنه لا يمكن استخدام اللقاحات المخصصة للفيروسات الموسمية لمكافحة فيروس أنفلونزا الخنازير. ويصيب الفيروس خلايا الأنسجة في القصبة الهوائية، ويكوّن هذا النوع من الخلايا طبقة واقية تغطي الأعضاء في الجسم.
تحاليل وتدابير
حللت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عينات من فيروس «اتش1 ان1» لمرضى أميركيين تعافوا جميعا وقالت إنه مزيج غير مسبوق من فيروسات أنفلونزا الخنازير والطيور والبشر. وبفضل تحاليل أُجريت في كندا، أفيد أنّ 18 حالة من التي وقعت في المكسيك هي حالات من إنفلونزا الخنازير من النمط «اتش1 ان1» النوع «أ»، وأنّ 12 حالة منها مطابقة من الناحية الجينية لفيروسات أنفلونزا الخنازير من النمط «اتش1 ان» النوع «أ» التي أُبلغ عنها في كاليفورنيا.
الجدير بالذكر أنّ فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط «اتش1 ان1» النوع «أ» التي تم تحديد خصائصها لم يُكشف عنها من قبل بين الخنازير أو البشر. وتبيّن أنهاّ أظهرت حساسية إزاء الأوسيلتاميفير، وأبدت مقاومة حيال الأمانتادين والريمانتادين. وطالت معظم الحالات شباباً أصحاء. والمعروف أنّ الأنفلونزا تصيب، عادة، صغار الأطفال والمسنين، لكنّ هاتين الفئتين لم تتعرّضا بشدة لهذا المرض في المكسيك.
لا يتمكن الجسم من اكتساب مناعة كاملة ضد الأنفلونزا، نظرا إلى التحولات المستمرة للفيروس الذي له أشكال مختلفة تتغير مع الزمن. وعلى الرغم من أن المرض يصيب الجسم ويضعف مناعته، إلا أنه لا يودي بحياة الأشخاص الأصحاء.
وخطر الأنفلرنزا يكمن في تغييرات جينية تطرأ على تركيبة الفيروس، ما يجعل الحماية منه صعبة أو مستحيلة أحياناً. ويتحول المرض إلى وباء عندما يظهر نوع جديد من الفيروس، بحيث تكون مناعة الإنسان أمامه ضعيفة أو منعدمة، ثم ينتشر بسرعة من شخص إلى آخر.
وأعلنت دول عديد حالة الطوارئ لمواجهة خطر الأنفلونزا، ووزعت قوات الجيش المكسيكية 4 ملايين من الأقنعة الواقية في نيومكسيكو التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. وتدرس السلطات هناك إمكانية وقف المواصلات العامة من حافلات وقطارات وأنفاق.
ولم تصدر أي تحذيرات سفر أو عمليات حجر صحي، وقالت جمعية النقل الجوي الأميركي إن شركات الطيران تتبع الإجراءات الخاصة بها لمراقبة المسافرين المرضى. وفي إندونيسيا، تكثفت جهود المراقبة، وإجراء فحوصات طبية لقياس درجة حرارة المسافرين القادمين إلى البلاد.
حقائق
تصيب فيروسات أنفلونزا الخنازير في العادة الخنازير وليس البشر. وتحدث معظم الحالات حين يقع اتصال بين الناس وخنازير مصابة، أو حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير.
يمكن أن تصاب الخنازير بأنفلونزا البشر، أو أنفلونزا الطيور. وعندما تصيب فيروسات أنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير يمكن أن تختلط داخل الخنزير، وتظهر فيروسات خليطة جديدة.
أعراض أنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية، وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات وإجهاد شديد.
يمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر، ويمكن أن تنقل من شخص إلى آخر. ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بطريقة الأنفلونزا الموسمية نفسها عن طريق ملامسة شيء ما فيه فيروسات أنفلونزا، ثم لمس الفم أو الأنف، ومن خلال السعال والعطس.
لا يوجد لقاح يحمي البشر من أنفلونزا الخنازير، الا أن الفيروس يموت عند حرارة 71 درجة مئوية.
من الطيور
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن وباء أنفلونزا من نوع جديد في طريقه إلى الظهور، وصنفت ست مراحل للفيروس. والفضل يعود إلى فيروس أنفلونزا الطيور «اتش 5 ان 1» الذي قتل 257 شخص منذ ،2003 إلا أنه لا ينتشر بقوة من شخص إلى آخر، وتقول المنظمة « وصلنا إلى المرحلة الثالثة. وفي حال تم تصنيف الفيروس الحالي في المرحلة الرابعة، حيث تكون العدوى بين البشر سهلة، وتتسع رقعة الإصابات، لتشمل عددا كبيرا من الناس. وبذلك، نكون في مواجهة وباء حقيقي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news