دعوة أوروبيــة لاجتمـاع عاجـل لمـواجهة «أنفلونزا الخنازير»
أوباما: الفيروس مدعاة للقلق لا للانزعاج
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن المسؤولين الأميركيين يتابعون عن كثب حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة، وليس ثمة ما يدعو على الفور للانزعاج. وأضاف في اجتماع للأكاديمية الوطنية للعلوم «هذا بالتأكيد سبب للقلق، ويتطلب حالة تأهب مشددة. لكنه ليس مدعاة للانزعاج». |
وتفصيلا، أصبحت إسبانيا أول دولة في أوروبا تؤكد ظهور حالة إصابة ب«أنفلونزا الخنازير» أمس عندما عاد رجل من رحلة إلى المكسيك ليكتشف إصابته بالفيروس.
وقالت وزيرة الصحة الإسبانية ترينيداد خيمينيث في مؤتمر صحافي إن الرجل الذي لم يكشف عن اسمه عاد إلى إسبانيا في 22 أبريل الجاري، ووضع تحت الملاحظة في 25 أبريل بعد إصابته بمشكلات في الصدر. وذكر مسؤولون أن نحو 20 مريضاً آخرين وضعوا تحت الملاحظة.
وحثت مفوضة الصحة في الاتحاد الأوروبي، أندرولا فاسيليو، الأوروبيين، أمس على تجنب السفر غير الضروري إلى مناطق ظهرت فيها حالات إصابة.
وصرح رئيس المفوضية، جوزيه مانويل، في أثينا «المفوض المسؤول عن الصحة العامة طلب بالفعل عقد اجتماع عاجل لوزراء الصحة، ونحن نتابع الوضع عن كثب مع الدول الأعضاء».
وتوجهت الأنظار هذه المرة إلى المكسيك المصدّر الرئيس للنفط والبن والبضائع المصنعة. وأعلن وزير الصحة المكسيكي خوسيه أنخيل كوردوفا الليلة قبل الماضية أن هناك 149إصابات قاتلة مؤكدة، أو مرجحة بمرض أنفلونزا الخنازير في المكسيك. وقال إن عدد المرضى الذين يخضعون للمراقبة ارتفع أيضاً إلى 1614 شخصاً مقابل 1324 في الحصيلة السابقة. وصدر مرسوم رئاسي بشأن إجراءات جديدة، شملت عزل المرضى ومنح الحق للسلطات في الدخول إلى «أي محل»، ومراقبة المسافرين والأمتعة والبضائع.
وأطلق الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون نداء «للهدوء» ولاحترام إجراءات الوقاية.
وأغلقت المدارس في عدة ولايات لإبطاء انتشار الفيروس، وتوقفت الحياة في العاصمة المكسيكية ذات الكثافة السكانية العالية. وأغلقت الحانات والمتاحف واستادات كرة القدم في مكسيكو سيتي، واضطر موظفون عديدون إلى العمل من منازلهم كإجراء احترازي.
وقضى أشخاص كثيرون في العاصمة العطلة الأسبوعية في منازلهم، أو ارتدوا أقنعة طبية زرقاء اللون وزعها جنود مكسيكيون في شاحنات، حتى يتمكنوا من السير في الشوارع التي سادها الهدوء المريب.
وقال رئيس بلدية مكسيكو سيتي مارسيلو إدبارد إن قرارات الإغلاق في العاصمة قد تستمر 10 أيام . وأغلقت مئات الملاهي الليلية في مدينة أكابولكو البعيدة الواقعة في المحيط الهادي. وتم إلغاء واحد من أشهر المعارض السنوية في المكسيك، وهو معرض فيريا سان ماركوس في مدينة أجواسكالينتس ( وسط ) .
وخوفاً من إصابة الاقتصاد العالمي الهش بانتكاسة جديدة، ردت الأسواق العالمية بعصبية على تفشي «أنفلونزا الخنازير» الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى تنشيط مركز قيادتها (غرفة الحرب) الذي يعمل على مدار اليوم.
وارتفع الين والدولار، بينما تراجعت عملة البيزو المكسيكية، على الرغم من محاولة وزير المالية المكسيكي أغوستين كارستينز طمأنة الأسواق، قائلاً إن تأثير الأنفلونزا على الاقتصاد سيكون «مؤقتاً».
وانخفضت أسعار الأسهم في آسيا وأوروبا وتراجعت أسهم شركات السفر والسياحة، مثل شركة (كاثاي باسيفيك إيرويز) في هونغ كونغ، وشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز)، بشدة . وسجلت أسعار شركات الأدوية مثل «روش» نتائج أفضل. وأحدث خطر الوباء انتعاشاً لشركات مصنعة للأدوية واللقاحات.
وشركة روش هولدينج السويسرية وجلاكسو سميث كلاين البريطانية، هما أكبر مجموعتين دوائيتين من المرجح أن تكونا أكبر المستفيدين في الوقت الذي تكثف فيه الحكومات والمؤسسات طلبات للحصول على دوائي «تاميفلو وريلينزا». وارتفعت أسهم روش هولدينج 4٪ وجلاكسو سميث كلاين 3٪ في التعاملات الأولى صباح أمس، وارتفعت أسهم «بيوتا هولدينجز» الأسترالية التي أصدرت ترخيص ريلينزا لجلاكسو 82٪.
ولم تتسبب السلالة الجديدة من فيروس أنفلونزا الخنازير في مقتل أحد خارج المكسيك، لكن ظهرت 40 حالة إصابة في الولايات المتحدة وستة في كندا، بالإضافة إلى الإصابة الإسبانية. وعززت الدول إجراءات المراقبة والحجر الصحي في المطارات والموانئ باستخدام كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء ومجسات للتعرف على المصابين بالحمى.
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أمس إن فروعهما المحلية في كل أنحاء العالم وضعت على أهبة الاستعداد، تحسبا لانتشار مرض أنفلونزا الخنازير الذي بدأ في المكسيك والولايات المتحدة. وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بيكيلي غيليتا «هذا وضع خطير يتطلب معالجة سريعة». وأضاف « لجان الصليب الأحمر والهلال الأحمر يدعمها اختصاصيون من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر».
أعلن مسؤول أسترالي أمس أن تحاليل بينت أن شخصين عائدين من المكسيك ظهرت عليهما عوارض أنفلونزا الخنازير غير مصابين بالمرض. وقال ناطق باسم رئيسة وزراء ولاية كوينزلاند آنا بلاي لوكالة فرانس برس إن «التحاليل التي أجريت للذين يشتبه في إصابتهما بالمرض سلبية».
وكانت رئيسة وزراء الولاية الأسترالية صرحت أن الشخصين نقلا إلى المستشفى،ويخضعان لفحوص طبية. وصرحت أنه سجلت ليل الأحد الإثنين حالتان، ونقلا إ لى المسشتفى، لإجراء الفحوص الطبية، بعد ظهور عوارض المرض عليهما». وكانت بلاي قد ذكرت سابقا أن الشخصين «أدخلا المستشفى، لأنهما يعانيان من أعراض تتطلب تحاليل». كما أعلنت وزيرة الصحة الفرنسية روزلين باشلو صباح أمس أن الذين يشتبه في إصابتهم بأنفلونزا الخنازير يعانون في الواقع من «أنفلونزا عادية» لا علاقة لها بالوباء المنتشر في المكسيك. وقالت لإذاعة«ار تي ال» إنه «في الوقت الراهن الحالات التي أثارت اهتمامنا سليمة، أي أنها إصابات بأنفلونزا عادية (...) وليست مرتبطة بأنفلونزا الخنازير». وأضافت «حالياً كل الحالات المشبوهة، بما فيها الإصابة الأخيرة ليست مرتبطة بأنفلونزا الخنازير» إلا أن الوزيرة الفرنسية دعت إلى عدم«تخفيف الحذر».
قرر نائب وزير الصحة الإسرائيلي المتشدد، ياكوف ليتسمان، أمس اعتماد تسمية «أنفلونزا المكسيك»، بدلاً من«أنفلونزا الخنازير»، إذ إن الدين اليهودي يعتبر الخنزير حيواناً نجساً. وقال ليتسمان في مؤتمر صحافي «أفضل استخدام كلمة أنفلونزا المكسيك، حتى لا أضطر إلى التلفظ بكلمة خنزير». والدين اليهودي يحظر أكل لحم الخنزير، ويعتبر هذا الحيوان نجساً في التقليداليهودي. وحرص ليتسمان من حزب «اليهودية من أجل التوراة» على طمأنة الناس حيال احتمال انتشار هذا المرض في إسرائيل. وأكد أنه «لا مؤشرات إلى أن الفيروس وصل إلى إسرائيل وأجهزتنا مستعدة لمواجهة أي احتمال». وأدخل رجل في ال 40 من عمره عاد أخيراً من المكسيك وظهرت عليه أعراض أنفلونزا، أمس، الحجر الطبي في مستشفى مئير في كفرسابا . وأدخل شاب في ال 26 من عمره ظهرت عليه أعراض مماثلة بعد عودته من المكسيك، مستشفى آخر