سريلانكا تمنـع الأمم المتحـدة مـــن دخول منطقة النزاع وتبـطئ وتـيرة هجـــــــــومها
أبدى مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، جون هولمز، أسفه لرفض سريلانكا السماح لفريق المنظمة الدولية بدخول منطقة النزاع بين الجيش السريلانكي ومسلحي نمور التاميل، حيث يحاصر ما لا يقل عن 50 ألف مدني، مرحبا في المقابل بإعلان كولومبو إبطاء وتيرة هجومها العسكري. واستدعت السويد سفيرها في كولومبو بعد أن رفضت مشاركته مهمة مشتركة مع نظيريه الفرنسي برنار كوشنير والبريطاني ديفيد ميليباند اللذين رفضا إلغاء زيارتيهما إلى سريلانكا.
وفي التفاصيل، أقر جون هولمز في ختام زيارة لسريلانكا استمرت ثلاثة أيام بأنه لم يحصل على «الضوء الأخضر» من الرئيس السريلانكي ماهيندا رجاباكسي لإرسال فريق إنساني من الأمم المتحدة إلى منطقة النزاع، نزولا عند طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال «لم نحصل على موافقة على ذلك»، مبديا خيبة أمله. وأوضح أن أكثر من 50 ألف مدني محاصرون في الشريط الساحلي الممتد على مساحة 10 كلم مربعة، حيث يتحصن نمور تحرير إيلام تاميل. وأوضح هولمز أن كولومبو تذرعت بأن «الظروف الأمنية غير متوافرة من أجل أن يزور فريق تابع للأمم المتحدة» ساحة العمليات.
وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت أمس أن حكومة بلاده استدعت سفيرها في سريلانكا، بعد أن رفضت كولومبو مشاركته في مهمة مشتركة مع نظيريه الفرنسي والبريطاني. وأضاف أن قرار سريلانكا بعدم قبول مشاركته ليس في مصلحة العلاقات بين استوكهولم وكولومبو. وقال خلال اجتماع للاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ «قالت السلطات السريلانكية فجأة إنها لا تقبلني، ولم تقدم مبررا لذلك. وهذا سلوك غريب للغاية.. غريب بدرجة زائدة عن الحد».
وعلى الرغم من قرار كولومبو، يتوقع أن يزور ديفيد ميليباند وبرنار كوشنير اليوم سريلانكا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية. وأعلنت لندن أن الوزيرين لن يلغيا زيارتيهما اللتين تعتبران أهم تحرك دولي منذ بدء هجوم الجيش السريلانكي على التاميل مطلع يناير.
وفي كولومبو، أوضح مسؤول كبير في الخارجية السريلانكية لوكالة فرانس برس أنه تم إعطاء الموافقة لكوشنير وميليباند، وأن بيلد أراد أيضا الانضمام إلى الزيارة «وقلنا عندها لا». وبحسب الأمم المتحدة، قتل أكثر من 6500 مدني وأصيب 14000 بجروح، منذ شن الجيش مطلع السنة هجومه «النهائي». وتقدر الأمم المتحدة بـ100 ألف عدد الاشخاص الذين فروا من منطقة المعارك منذ بداية عملية نزوح التاميل في 20 من الشهر الجاري.