حرّاس قصر باكينغهام «حوّلوه» إلى مرتع لَهْو
استمعت لجنة محلفين بريطانية الى وصف غير عادي بشأن مزاعم تتعلق بسلوك غير منضبط لشرطة قصر الباكينغهام الملكي البريطاني، الذين يقضون نوباتهم الليلية في المراهنات وتناول المنشطات، والتقاط الصور وهم يجلسون على عرش الملكة.
وبدل التيقظ والحذر ضد أي متلصص أو متطفل، فإن شرطة الحراسة الملكية كانوا يسكرون وينامون في غرف النوم الخاصة في القصر، ويبيعون صورا اباحية ويلهون بالاسلحة وهم سكارى، وقاموا بتهريب ضيوف غير مرغوب فيهم الى الحفلات التي تقام في الحدائق الملكية، حيث يوجد اعضاء من الاسرة الملكية، وسمحوا لأصدقائهم بركن سياراتهم في قصري باكنغهام وسان جيمس، اثناء قيامهم برحلات التسوق في لندن.
تم الكشف عن هذه المزاعم اثناء محاكمة بول بيج وهو ضابط الحراسة الملكية السابق المتهم بالخداع وتهديدات بالقتل لها علاقة بشركة عقارات وهمية ادعى انه يديرها كواجهة لعملية مراهنات قيمتها ثلاثة ملايين جنيه استرليني.
وتم توجيه التهمة بشأن سلوك الحراسة الملكية الى الرقيب ادم ماكريغورالذي عمل في القصر الملكي في الفترة ما بين 2000 الى ،2005 الذي يقال انه خسر كل امواله في عمليات خداع وعقارات وهمية.
وقال المحامي جون كوبر الذي يمثل السيد بيج ان الرقيب ماكريغور قد التقط صورا لنفسه وهو يجلس على عرش الملكة ودوق ادنبرة، وقال لماكريغور «هل تعتبر انه امر خطير اذا تمكن افراد الحراسة الملكية، من الدخول الى عرش الملكة والامير فيليب، حيث يجلسون عليه ويرفعون ارجلهم الى الاعلى، ويقومون بحركات سخرية ويلتقطون الصور، هل هذا كل ما فعلتموه؟». وقال الرقيب ماكريغور «ربما.. وأنا لن امثل امام المحكمة واقول انني لم افعل ذلك، وانا ربما قمت بذلك ولكنني لا اتذكر، ونحن لا نتحدث عن اضرار جنائية هنا وكل ما في الموضوع مجرد جلوس على العرش، وربما يمكن ان يقول المرء انه فعلها مرة واحدة في حياته كي يحكي ذلك لأحفاده».
وسأل كوبر الذي اعتبر أن الحادثة «تنطوي على عدم احترام للملكة» وأنها تشكل «خطرا على امن الملكة»: «هل لبست تاج الملكة»؟ ولكن ماكريغور قال انه لم يلبسه.
وسمعت المحكمة أنه في سياق تعاملاته التجارية مع السيد بيج قام السيد ماكريغور «بترتيب حضور مستثمرين الى حفلات الحدائق الملكية، وادخالهم خلسة من الابواب الخلفية». وقال السيد كوبر «وكان الضيوف يحصلون على ارقام هواتف نقالة لأفراد الشرطة للاتصال بهم في حالة وقوع مشكلة من اي نوع او اكتشاف أمرهم». وأضاف كوبر «احدى الميزات الاخرى التي قدمتها لمستثمرين معينين هو السماح لهم ولعائلاتهم باستخدام مواقف سيارات جانبية في قصر باكنغهام» ولكن ماكريغور انكر اية معرفة بمثل هذه الترتيبات، وأنكر انهم كانوا يتلاعبون بالاسلحة النارية وهم سكارى، وانه تم احيانا بيع منشطات وصور اباحية لبعضهم بعضا، وسمعت المحكمة ان الرقيب ماكريغور نام اثناء نوبته حراسة محيط القصر. واعترف ماكريغور قائلا «كنت في موقع حراستي ولسوء الطالع في منتصف الليل كنت في سبات عميق». ولكن كوبر ادعى أن هناك «نظاما» يستطيع افراد الشرطة من خلاله النوم ويتم تنبيههم من قبل اصدقائهم بأن احد المشرفين يقوم بجولة تفقدية. ولكن الرقيب ماكريغور انكر وجود مثل هذا النظام. وادعى السيد كوبر ان الرقيب ماكريغور «استخدم غرفا خاصة في القصور الملكية كي ينام فيها بعد ان ثمل». مضيفا ان «ذلك يعتبر امرا مخزيا، اليس كذلك؟». لكن ماكريغور قال انه لم يستخدم سوى غرف الشرطة.
ويقال ان بيج بدأ شركته الوهمية لجذب المستثمرين بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها جراء شركة الرهانات بين افراد الشرطة والتي كانت معروفة بـ«نادي النقد»، وكان هناك ناد مشابه في قصر سان جيمس ومركز ليمهاوس للشرطة، حسب ما ذكر امام المحكمة.
ولكن السيد بيج ،38عاما، من ايسكس، انكر ارتكابه اعمال الخداع والترهيب، والتهديد بالانتقام، والتهديد بالقتل، وأنكرت زوجته لورا ،42عاما، قيامه بتسهيل صفقات اجرامية والتهديد بالقتل، ولاتزال القضية متواصلة.