«الصحة العالمية»: «جائحة» أنفلونزا الخنازير «وشيكة»
حذرت منظمة الصحة العالمية بعد رفع مستوى الإنذار بشأن أنفلونزا الخنازير إلى الدرجة الخامسة، من أن «الجائحة باتت وشيكة» بينما سجلت إصابات جديدة في أوروبا في الوقت الذي يدرس فيه الاتحاد الأوروبي تقييد السفر من وإلى المكسيك.
رحلة الفيروس في الجسم يدخل فيروس أنفلونزا الخنازير كغيره من الفيروسات، إلى الجسم عن طريق الشعب الهوائية العليا، ومنها إلى الخلايا التي يستخدمها من أجل التكاثر. وثمة ثلاثة أنواع من الفيروسات «أيه» و«بي» و«سي»، ولا يسبب النوع الأخير إلا اضطرابات تنفسية بسيطة. أما النوعان «أيه وبي» فيشملان نوعين من البروتينات السطحية، هي «الإيماغلوتينين والنورامينيداز»، التي تظهر على شكل شويكيات تغلف الفيروس. والفيروس «اتش1ان1» الإيماغلوتينين من النوع الأول والنورامينيداز من النوع الأول الذي يقف وراء وباء أنفلونزا الخنازير، هو من النوع «أيه». ويمكن أن يتفرع إلى أنواع ضمنها متغايرات عدة. ويتألف الفيروسان «أيه» و«بي» من ثمانية أجزاء من «آر إن أيه» (الحمض الريبي النووي) تختلط ببعضها كورق الشدة، كما تصفها عالمة الفيروسات سيلفي فان دير فيرف. ويمكن للفيروسين تالياً أن يخضعا لتغييرات كبيرة. حتى إنهما قد يتحولان بشكل جذري. ويعتبر الخنزير من حيث طبيعته مستقبلاً لأشكال مختلفة من الفيروسات يمكنها أن تجتمع لتولد فيروساً متعدداً. هذه هي حال فيروس «اتش1ان1» الذي يجمع بين سلالتين من فيروسات الخنازير، وسلالة من فيروس الطيور وسلالة من فيروس بشري. وهو قابل للانتقال إلى البشر. والأخطر من ذلك هو أن الفيروس يستخدم الإنسان كجسم ناقل لنقل العدوى من إنسان لآخر. حين تنتقل العدوى إلى الإنسان، يتشبث فيروس الأنفلونزا بخلايا الجهاز التنفسي ويجتاز الظهارة، وهي طبقة سطحية تحمي الخلايا. وليتكاثر هذا الفيروس يقوم بإعادة برمجة الخلية، ويحور وظيفتها بما يخدمه. فتتمكن كل خلية مصابة بالتالي من إنتاج مئات الخلايا الفيروسية لتستشري في الجهاز التنفسي بأكمله. وتتراوح مدة حضانة فيروس أنفلونزا الخنازير بين ثلاثة وسبعة أيام، وقد تمتد أكثر لدى الأطفال الصغار. وتشبه أعراضها الأنواع الأخرى من الأنفلونز، وهي تشمل ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة، وألماً في العضلات، وارتعاشاً وسعالاً. باريس ــ أ.ف.ب |
وتفصيلاً قالت المديرة العامة للمنظمة مارغريت تشان بعدما أكدت أن «الفيروس ينتشر من دون أي مؤشر على تباطؤه»، «قررت رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة» المرحلة قبل الأخيرة من إعلان وباء عالمي ترى أنه «وشيك». وأضافت أن كل الدول يجب أن تفعّل فوراً خططها للاستعداد للجائحة. وكانت الدرجة الرابعة تشير إلى زيادة الخطر بشكل كبير، وتعني الدرجة الخامسة وجود مؤشر قوي جدي على جائحة وشيكة، وأنه لم يعد هناك وقت طويل للاستعداد لمواجهتها.
وقال نائب مديرة منظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا بعد إحصاء 148 إصابة مؤكدة في العالم بينها ثماني وفيات إنه «تغيير كبير»، مؤكداً أنه ليس هناك أي مؤشر على تباطؤ، بل بالعكس «المرض ينتشر». وجاء قرار رفع مستوى الإنذار بعد ثلاثة أيام من قرار مماثل اتخذ بناء على توصيات لجنة الطوارئ في المنظمة، التي تضم نحو 15 خبيراً دولياً. وبررت المنظمة القرار بوجود بؤر للمرض خارج الدوائر العائلية أو التعليمية، في أكثر من بلدين في منطقة واحدة. وقالت تشان إن الخبراء لاحظوا في الواقع حالات لانتقال الفيروس بين البشر في المكسيك، وكذلك في الولايات المتحدة. وأكدت تشان أن المنظمة من واجبها تقديم المعلومات الكاملة، لكن يجب «عدم الاستسلام للذعر».
وأصبحت تكساس ثاني ولاية أميركية تعلن حالة الطوارئ في مواجهة الوباء بعد كاليفورنيا، حيث وضع نحو ثلاثين جندياً في الحجر الصحي. وأوصت السلطات الأميركية المرضى المصابين بأنفلونزا الخنازير بالبقاء في بيوتهم سبعة أيام على الأقل من دون أن تفرض حجرا على نطاق واسع في البلاد، حيث سجلت إصابات في عشر ولايات. واستبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما إغلاق الحدود مع المكسيك لمحاولة الحد من الوباء في الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأميركي الذي سئل عن الدعوات في الولايات المتحدة إلى إغلاق الحدود مع المكسيك، إن وباء الأنفلونزا الذي انتشر حتى الآن في عشر ولايات أميركية، سبب عميق للقلق، إنما ليس للذعر. وأضاف «استشرت خبراءنا في مجال الصحة العامة، يومياً وحتى كل ساعة أحياناً». وأوضح «في هذه المرحلة، لا يوصون بإغلاق الحدود. وأعلنت وزارة التربية الأميركية أن نحو مئة مدرسة قد أقفلت في الولايات المتحدة من أصل نحو 100 ألف مدرسة في البلاد.
وفي المكسيك حيث بدأ هذا الفيروس انتشاره، ارتفعت حصيلة الوباء من سبع إلى ثماني وفيات مؤكدة. لكن عدد الإصابات المحتملة بالمرض انخفض من 159 إلى .84 وأصبحت النمسا الدولة العاشرة التي تؤكد وجود إصابة بالمرض، كما أضيفت إلى لائحة الدول التي انتقل اليها الفيروس ألمانيا وسويسرا والبيرو. وأعلنت بريطانيا عن ثلاثة مرضى جدد، بينما سجلت في إسبانيا عشر إصابات إحداها لمريض لم يزر المكسيك.
وقال نائب مديرة منظمة الصحة العالمية إن المنظمة «لا علم لها بأي حالة انتقلت من خنازير». وأضاف «يبدو أنه فيروس ينتقل من شخص إلى آخر».
وتدقق دول عدة في عشرات من الإصابات المحتملة لمسافرين عائدين من المكسيك، أو من الولايات المتحدة. وتحدثت فرنسا عن حالتين محتملتين جداً.
وفي إفريقيا التي لم يصلها المرض حتى الآن، سجلت إصابتان في جنوب إفريقيا.
من جهتها قالت وزيرة الصحة التشيكية دانيلا فيليبيوفا، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي للصحافيين إن وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي، سيبحثون سبل التعاون بشأن تقييد السفر من وإلى المكسيك، بسبب تفشي أنفلونزا الخنازير هناك. وأعلن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بأنفلونزا الخنازير في جميع أنحاء العالم، بلغ حتى أمس 174 حالة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news