عقار لغز في حياة حائزة نوبل المعمرة
كثير من المئويين يعزون عمرهم الطويل إلى تناولهم نوعا من الإكسير أو أشياء أخرى، وربما كان السبب في إطالة عمر العالمة الايطالية ريتا ليفي ـ مونتالسيني، والتي أصبحت الأسبوع الماضي أول شخص مئوي حائز جائزة نوبل للسلام ـ ربما كان نتيجة لتناولها جرعة غير عادية من دواء ما.
ويقال إن البروفيسورة ليفي ـ مونتالسيني أخضعت قوتها العقلية الوفيرة لجرعة عادية مما يعرف بـ(عامل نمو الأعصاب) وهو ذلك الاكتشاف العظيم الذي اكسبها شهرة فائقة.
نالت جائزة نوبل عام 1986 في الطب بالاشتراك مع الاميركي، ستانلي كوهين، لأبحاثها في عامل نمو الأعصاب ـ وهو تلك البروتينات والأحماض الأمينية التي تساعد خلايا الأعصاب على النمو والقيام بوظائف معينة. وعلى الرغم من كبر سنها فإن ليفي ـ مونتالسيني، طبيبة الأعصاب والعالمة الإحيائية التطويرية، لاتزال تعمل كالمعتاد كل يوم في المعهد الأوروبي لأبحاث المخ، والذي أسسته في العاصمة الايطالية، روما.
وخلال العديد من المناسبات هذا الأسبوع قالت هذه العالمة إن مخها أكثر قوة اليوم مما كانت عليه الحال قبل أربعة عقود. وتقول «إن لم أكن مخطئة فإنني استطيع أن أدعي أن قدرتي العقلية أصبحت أقوى مما كانت عليه الحال عندما كنت في العشرين من عمري لأن عقلي صار غنيا بالعديد من الخبرات».
ووفقا لما ذكره البروفيسور بيترو كاليسانو، والذي تعاون معها في تأليف موضوع في مجلة «ساينتفيك اميركان» والذي أعلنت من خلاله اكتشافها عام 1979 ـ يقول إن عامل نمو الأعصاب من المحتمل ان يكون قد لعب دورا مباشرا في حيويتها المذهلة، «حيث إنها تأخذ كل يوم من هذه المادة على شكل قطرة عيون»، ويضيف «لكنني لا استطيع ان اجزم ما إذا كان ذلك هو سرها».
كالت د. ليفي ـ مونتالسيني الثناء لموطنها ايطاليا، «أقول للشباب كونوا سعداء كونكم ولدتم في ايطاليا التي تقدر روعة رأس المال البشري الايطالي من الجنسين.. وليس في العالم دولة تتمتع بهذا النوع من رأس المال».
وعلى الرغم من ذلك فإن هذه البلاد التي احبتها قد تنكرت لها حتى قبل ان تبدأ حياتها المهنية، فقد ولدت لعائلة يهودية مثقفة عام 1909 في منطقة تورين، والدها مهندس ميكانيكي ورسام، وخالفت رغبات والدها لتنضم للمدرسة الطبية وتتخرج عام ،1936 وانضمت في الحال للدراسات العليا، إلا انه وفي العام نفسه اصدر الزعيم الايطالي بنيتو موسليني بيانه الشهير القاضي بالدفاع عن «الجنس» والذي تلته عام 1938 قوانين جديدة تقضي بحرمان «الأجناس الدنيا» من التعليم وهو السبب الذي طردت به من الجامعة.
عن إندبندنت