أوغلو مهندس السياسة التركية

أحمد داود أوغلو الذي عُين وزيراً للخارجية في تركيا، بعد التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، هو مهندس سياسة خارجية

تتبعها أنقرة أصبحت ناشطة جداً. وكان هذا الأستاذ الجامعي مستشاراً لأردوغان للسياسة الخارجية منذ 2003 برتبة سفير، وعمل مبعوثاً خاصاً للحكومة للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وبما إنه لا يشغل مقعداً نيابياً، يشكل تعيينه حدثاً نادراً في الحياة السياسية التركية.

وداود أوغلو أستاذ في العلاقات الدولية ومهندس عودة تركيا بقوة إلى الساحة الدولية، وبفضل مبادرته لجعل تركيا بلداً «مسهلا للسلام» في الشرق الأوسط، أجرى دبلوماسيون إسرائيليون وسوريون أربع جولات من المفاوضات في اسطنبول في 2008 ،في محاولة للتوصل إلى تسوية بين البلدين.

ويبدو أنه نظم أيضا الزيارة التي قام بها في 2006 وفد من حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى أنقرة، وكانت أول رحلة إلى الخارج يقوم بها قياديون من الحركة الفلسطينية بعد فوزها في الانتخابات التشريعية في الأراضي الفلسطينية.والتقى داود أوغلو مرات عدة قادة من «حماس»، خصوصاً في سورية، وأثار بذلك غضب المعارضة المؤيدة للعلمانية في تركيا. وعمل أيضاً لقيام الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي شيمون بيريز بزيارة إلى تركيا في 2007 ،وألقيا في المناسبة كلمتين في مجلس النواب.

ويرى معارضو داود أوغلو أنه يجسد «نزعة عثمانية حديثة»، تدعو إلى تقارب أساسي مع الدول المسلمة، تتطابق مع سياسة الحكومة الإسلامية المحافظة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، على حساب العلاقات مع الغرب. إلا أن داود أوغلو دافع في مقابلات مع صحافيين عن السياسة الخارجية التركية التي قال إنها ناشطة على كل الجبهات، من الاتحاد الأوروبي إلى القوقاز مرورا بالشرق الأوسط، مجاله المفضل.

ويحمل هذا الرجل الذي ولد في 1959 وتخرج في جامعة بوغازيجي العريقة في اسطنبول، دكتوراه في العلاقات الدولية.

وفي كل لقاءاته مع القادة الأجانب، دعا إلى اتباع سياسة من دون مشكلات لتركيا مع الدول المجاورة لها، أدت إلى تطبيع في العلاقات مع سورية، بعد فتور كان مرتبطا بوجود زعيم حزب العمال الكردستاني الانفصالي التركي في هذا البلد.

ويعارض وزير الخارجية التركي الجديد أيضا أن تفرض الأسرة الدولية عقوبات جديدة على إيران المجاورة لتركيا، قبل الاستماع لحججها. ويرى أن مبدأ سياسة خارجية ناشطة على جبهات عدة في وقت واحد يعزز صورة تركيا متوجهة إلى الغرب، من دون أن تنسى علاقاتها «التاريخية» مع الشرق. وصرح في يناير أن «تركيا لا يمكنها تغليب علاقاتها مع الشرق أو مع الغرب»، مؤكداً أن تحسن علاقات أنقرة مع الغرب سيسهم في تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط والعكس بالعكس.

وداود اوغلو متزوج وأب لأربعة أولاد.

الأكثر مشاركة