دعوة مصرية لترشيح البرادعي للرئاسة
أثار ت مبادرة شخصيات وتجمعات مصرية بالدعوة إلى ترشيح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحالي الدكتور محمد البرادعي، والذي تنتهي فترة عمله الشهر المقبل، للانتخابات الرئاسية جدلا واسعا، حيث أيد بعضهم هذا التوجه، فيما استنكف آخرون، واعتبروا الطرح سابقا لأوانه.
ونشرت صحيفة «صوت الأمة» الأسبوع الماضي تقريرا مطولا عن احتمال ترشيح البرادعي لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات، على أن يكون مرشح المعارضة المصرية أمام مرشح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، أياً كان، سواء الرئيس الحالي حسني مبارك أو نجله جمال أو أي شخصية من الحزب . ونسبت الصحيفه إلى مصادر في حزب الوفد المعارض قولها إن البرادعي قد يكون مرشح الحزب في الانتخابات المقبلة. ونفى رئيس «الوفد» محمود أباظة صحة ما نشر، ونفى أن يكون البرادعي أبدى رغبته في الانضمام لحزب الوفد أو الترشح للرئاسة. وقال « الحزب لم يفكر في ذلك مطلقاً، لأن البرادعى لايزال موظفاً في هيئة دولية، ويمنع عليه العمل في النشاط السياسي بحكم وظيفته».
وأضاف أباظة في اجتماع طارئ مع أعضاء لجنة «الوفد» قي البحيرة، بحضور فؤاد بدراوي ومحمد سرحان، نائبي رئيس الحزب، والمهندس إسماعيل الخولي، رئيس لجنة الوفد في المحافظة، إن «مصر مقبلة على المجهول، وليس على التوريث، ولا يستطيع أعتى السياسيين أن يتنبأ بما سيحدث فيها خلال الأشهر الستة المقبلة». وأكد أنه لا يستطيع اتخاذ موقف من الترشح لانتخابات الرئاسة ، لأن الرؤية غير واضحة حتى الآن.
في الجانب المقابل، صرح محمد أنور عصمت السادات النائب السابق ووكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتجديد وابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات وأحد المؤيدين للفكرة، أن البرادعي شخصية مصرية وطنية تحظى بقبول محلي وعالمي، ويفهم جيدا في العلاقات الدولية، وحائز على جائزة نوبل، وهو أيضا شخصية لا يُختلف عليها، معرباً عن أمله قبول الدكتور البرادعي للفكرة، وأنه أحد الذين يبذلون المساعي لاقناع البرادعي بأن يكون مرشحا قوميا، وليس مرشحا لحزب بعينه.
وقال السادات لـ«الإمارات اليوم» « البرادعي شخصية وطنية، مشهود لها بالكفاءة والوطنية، وبعض الشخصيات المصرية الوطنية الداعمة للفكرة تحمل على كاهلها عبء إقناعه بالأمر، وهم يدعون إلى ذلك في الأوساط السياسية، ومنهم الدكتور محمد غنيم وآخرون».
ويرى الدكتور والمفكر القومي العربي الدكتور يحيى الجمل أن الدكتور البرادعي يملك من المواصفات ما يجعله رئيسا يليق بمصر، ومنها علاقاته الدولية المتشعبة واحترامه في الأوساط المحلية والدولية، إضافة إلى نزاهته الشخصية.
وربط الجمل بين مبادرة إقناع البرادعي بالترشح والدعوة إلى فترة حكم انتقالية، يتم خلالها تعديل الدستور المصري وتشكيل حكومة ائتلاف وطني، تكون مهمتها الأساسية إعادة تعديل الدستور عن طريق هيئة تأسيسية تضم طيفاً واسعاً من أهل الخبرة من عقول مصر ورموزها الوطنية.
وأشار الجمل إلى أن محاولة إقناع البرادعي بالترشيح تأتي لإبطال حجة بعضهم بعدم وجود بديل لمرشح الحزب الوطني، ولإبطال حجة التوريث التي يروج لها بعضهم، ولإثبات أن في مصر كفاءات وطنية قادرة على إدارة دفة البلاد، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها .