أنفلونزا الخنازير تنحسر في المكسيك والوفيــــات إلى ارتفاع

أعلنت المكسيك أمس أن وباء أنفلونزا الخنازير بدأ ينحسر في أراضيها، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن الحذر لا يزال ضروريا. وأعلنت السلطات الكندية امس عن إصابة خنازير بفيروس «إتش1 إن1» على الأرجح عبر مُزارِع زار المكسيك، في حين أعلن البنك الدولي استعداده لمساعدة الدول النامية على مواجهة احتمال انتشار مرض أنفلونزا الخنازير.

وتفصيلا، أعلن وزير الصحة المكسيكي خوسيه أنغيل كوردوفا أن الوباء (في مرحلة التراجع، وكانت فترة ذروة انتشار الوباء في البلاد من 23 إلى 28 الشهر الماضي) . وشدد في مؤتمر صحافي أمس على أهمية عدم التراخي في أي من الاحتياطات  . وأفاد بأن  مرض  أنفلونزا الخنازير في المكسيك تسبب بوفاة 19 شخصا، بعد وفاة ثلاثة أشخاص، وبلغ عدد المصابين 454 شخصاً. وقال «لدينا 734 حالة مؤكدة، منهم 454 على قيد الحياة، وتوفي 19 للأسف». وأضاف أن1330 تحليلاً أجري حتى الآن. واعتبر   أن أنفلونزا الخنازير تتجه في ما يبدو إلى «مرحلة استقرار» في بلاده، لكن الوزير بدا حذراً، وقال إن من السابق لأوانه القول إن (البلد) تجاوز المرحلة الأكثر تعقيداً» في انتشار الوباء.  من جانب آخر، أعلنت الوكالة الكندية لتفقد المواد الغذائية أنه تم رصد فيروس «إتش1 إن1» لدى قطيع خنازير في مقاطعة البرتا (غرب)، مؤكدة في الوقت نفسه سلامة المواد الصحية. وقال الدكتور بريان إيفانز من الوكالة أنه من المرجح جداً أن تكون الخنازير أصيبت بالفيروس عبر مزارع زار المكسيك في الآونة الأخيرة. وهذا المزارع الذي ظهرت عليه أعراض المرض عاد في 12 إبريل إلى كندا، واستأنف عمله في قطاع استغلال الخنازير في 14 من الشهر نفسه، وقد شفي وكذلك كل الخنازير، أو هي في طور الشفاء. وأشار إيفانز في الوقت نفسه إلى أن الفيروس الذي رصد لدى الخنازير هو نفسه الذي تحذر منه منظمة الصحة العالمية حالياً لدى البشر.

ولم تستبعد السلطات الأميركية أن تكون البؤرة الأساسية للفيروس موجودة في الولايات المتحدة، وليس المكسيك التي نددت  بالقرار الذي اتخذته دول عدة من أميركا اللاتينية بتعليق كل الرحلات الجوية، أو جزء منها، إلى المكسيك.

وذكرت السلطات الصحية في نيويورك  إن فيروس «إتش1 إن1» لأنفلونزا الخنازير أصاب على الأرجح أكثر من 1000 شخص في المدينة، منها 36 حالة تأكدت بفحوص مخبرية، وقد عولجوا جميعا، أو هم في طور الشفاء. وأضافت السلطات أن المدارس التي أُغلقت ستعيد فتح أبوابها الأسبوع المقبل، وأعلنت السلطات أن الفيروس بات ينتشر في أكثر من نصف الولايات الأميركية مع 226 حالة مؤكدة في 30 ولاية.

وعلى صلة، انتقدت أربع منظمات دولية في بيان مشترك تدابير مقاطعة لحم الخنزير التي اتخذتها بعض البلدان على خلفية وباء أنفلونزا الخنازير. وأكدت منظمات الصحة العالمية والأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) والتجارة العالمية و العالمية للصحة الحيوانية أن لحم الخنزير «ليس مصدر عدوى»، طالما أنه يجرى إعداده طبقاً للقواعد الصحية الأساسية. من جهة أخرى، أكد  البنك الدولي أنه مستعد لمساعدة الدول النامية لمواجهة احتمال انتشار مرض أنفلونزا الخنازير. وقال  منسق البنك الدولي لمكافحة فيروس «إتش1 إن1»، موكش شاولا، إنه منذ العام 2006 حين واجه العالم أنفلونزا الطيور التي كان مصدرها آسيا، أصبحت دول نامية عدة أفضل استعداداً لاحتمال انتشار وباء أنفلونزا مصدره أميركا الشمالية.

وكان البنك الدولي وضع في العام 2006 برنامجاً لمكافحة أنفلونزا الطيور بقيمة 500 مليون دولار، موجها لـ56 دولة تواجه صعوبات، وتقع خصوصاً في الشرق الاالأوسط وآسيا. وقال «يجب تأمين تمويل جديد، استعداداً لاحتمال انتشار وباء، من أجل شراء أقنعة ومضادات للفيروس ولقاحات حين تصبح متوافرة». وأعلن أن البنك يسعى في مرحلة أولى إلى جمع الأموال التي لم تستخدم في برنامج مكافحة أنفلونزا الطيور، والمقدرة بنحو 200 مليون دولار، وهو سيكون مبلغا متواضعا، حين يتم توزيعه على 56 دولة.

 وقالت مسؤولة في السفارة المكسيكية في بكين أمس إن السلطات الصينية عزلت أكثر من 50 مكسيكياً داخل فنادق وأماكن أخرى، خشية انتشار أنفلونزا «إتش1 إن1»، مضيفة أن الأعراض لم تظهر إلا على واحد منهم فقط. وانتقدت وزيرة الخارجية المكسيكية، باتريشيا ايسبينوزا،  الصين قائلة «نشعر بقلق خاص حيال الصين التي عزل فيها مواطنون مكسيكيون، لم تظهر عليهم أي دلائل على الإعياء في ظروف غير مقبولة»، وأوضحت المسؤولة التي طلبت عدم نشر اسمها أن السفير المكسيكي لدى بكين، خورخي جواخاردو، ذهب إلى الفندق في العاصمة الموجود فيه أكثر من 10 مكسيكيين، ولكن لم يُسمح له برؤيتهم.

تويتر