إسرائيل مستعدة للانسحاب من « الغجر » اللبنانية
أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييده لانسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال قرية الغجر المقسومة على الحدود اللبنانية. واعترفت إسرائيل بأنها فشلت في اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال الحرب الثانية على لبنان.
وتفصيلا، ذكرت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أمس أن موافقة نتنياهو على الانسحاب من شمال قرية الغجر تأتي استجابة لطلب الولايات المتحدة التي تريد تعزيز سلطة الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة في يونيو المقبل. غير أن الانسحاب المفترض لا يتوقع أن يجري قبل الانتخابات، بسبب «صعوبات قانونية»، فالسكان نالوا الجنسية الإسرائيلية، بما فيهم سكان الشطر الشمالي للبلدة، وقد يقدمون استئنافا أمام المحكمة العليا رفضا للانسحاب.
وأوضح مصدر في الحكومة الإسرائيلية زن نتنياهو الذي سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن يوم 18 مايو الجاري سيناقش المسألة مع وزراء في الحكومة في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، حيث يتوقع اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة الإسرائيلية لمناقشة ملف الغجر، وإعلان نية إسرائيل الانسحاب منها، بحسب صحيفة «هآرتس».
ومن شأن انسحاب إسرائيل من قرية الغجر أن يفتح أيضاً نقاشاً أوسع بشأن مزارع شبعا القريبة، وهي شريط من الأراضي تحتله إسرائيل ويطالب لبنان باستعادته، لكن الأمم المتحدة تقول أنه تابع لسورية.
وكانت إسرائيل احتلت الشطر اللبناني من القرية بعد حربها على حزب الله عام 2006 ،وأقام جيشها سياجاً أمنياً في القرية لمنع تسلل مقاتلي حزب الله، واتخذ مراكز دائمة فيها. وضمت إسرائيل الغجر عام 1981 كجزء من هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 .وبعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 ،قسم الخط الأزرق، أي خط الحدود بين إسرائيل ولبنان الذي رسمته الأمم المتحدة، الغجر إلى ثلث لبناني وثلثين تابعين للمنطقة التي ضمتها الدولة العبرية.
على صعيد آخر، كشف قائد هيئة الأركان العسكرية الإسرائيلية السابق دان حالوتس عن أن إسرائيل فشلت في اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال الحرب الثانية على لبنان. كما نقلت شبكة «فلسطين اليوم» أمس عنه قوله خلال مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي أذيعت أول من أمس، قال فيها « حاولنا اغتيال حسن نصرالله، ولو كنا قريبين منه كفاية لكان الآن في عداد الموتى، حاولنا بكل جهودنا والوسائل التكنولوجية المتطورة الوصول إليه، ولو عثرنا عليه لاغتلناه، فأنا شخصياً وأقولها بصراحة لا أحتمل أن أرى نصرالله يتجول من نفق إلى سرداب». وفي ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال حالوتس «هناك فرق واحد بين الحرب على غزة وحربنا الثانية على لبنان، وهو أنه وبعد انتهاء الحرب على غزه بيوم واحد، استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل. لكن، بعد انتهاء الحرب على لبنان لم يطلق حزب الله أي صاروخ حتى يومنا ».
وعلى صعيد متصل، قال نصرالله إن إسرائيل قد تكون اغتالت رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير 2005 ،لكن مسؤولاً في الحكومة الإسرائيلية نفى الاتهامات . وطبقا لتفسير موقع «ليبانون ناو» لحديث نصرالله بعد يومين من إفراج المحكمة الدولية الخاصة عن الضباط اللبنانيين الأربعة الذين كانوا معتقلين على خلفية الاشتباه في تورطهم في اغتيال الحريري، فإن «هناك احتمالا قويا بقيام اسرائيل بهذا الاغتيال، لأن لها مصلحة مباشرة في إعادة إشعال الحرب الأهلية في لبنان، حتى تصبح المقاومة طرفا متورطا فيها، وإنني لم أسمع أياً من رموز تكتل «14 آذار» يقول ولو لمرة واحدة أن لإسرائيل مصلحة في قتل الحريري، وأعتقد أنها كانت تريد الانتقام والثأر لانسحابها المهين والمذل من جنوب لبنان».
ونقل الموقع عن نصرالله قوله «لو أن ضباط الاستخبارات وعناصرها عملوا بجدية خلال الأعوام الثلاثة، أو الأربعة الماضية، كما يعملون حاليا، فربما كان يمكننا التوصل إلى شيء ما في قضية اغتيال الحريري»، مشيرا إلى إلقاء القبض على شبكة تخريب وتجسس في لبنان تعمل لصالح إسرائيل، ما يؤكد احتمالات وقوفها وراء اغتياله.