ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين شملت الاعتداء بالخنازير ضدهم. أ.ف.ب

مستوطنون يطلقون الخنازير ضد فلسطينيين

وسط مخاوف متزايدة من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، أطلق مستوطنون في الضفة الغربية خنازير برية على جموع من الفلسطينيين بالقرب من أراضيهم الزراعية ومنازلهم، وذلك في المناطق القريبة من المستوطنات الجاثمة على أراضيهم، وجدار الفصل العنصري. وهاجمت الخنازير عددا من الفلسطينيين، ونهشت أجسادهم، مما أثار مخاوف انتشار فيروس المرض وزيادة احتمال إصابة الفلسطينيين به، بعد أن سجلت أربع حالات إصابة لدى الإسرائيليين بفيروس «إتش 1 إن 1».

وقال مسؤول الإغاثة الزراعية في شمال الضفة الغربية، خالد منصور، لـ«الإمارات اليوم»، في اتصال هاتفي خلال وجوده في قرية «بيت حسن» شرقي نابلس التي هاجم قطعان الخنازير سكانها، «إن المستوطنين يطلقون مئات الخنازير البرية في معظم مناطق الضفة الغربية تجاه المواطنين الفلسطينيين بالقرب من أراضيهم الزراعية ومنازلهم في المناطق القريبة من المستوطنات القائمة في تلك المناطق، والجدار العنصري، وخصوصاً التي يوجد لها مجاري المياه العادمة الناتجة عن المستوطنين».

وأضاف « تعمد المستوطنون خلال الفترة الجارية بإطلاقهم بشكل متصاعد وبأعداد كبيرة، خصوصاً عقب انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير، حيث كانوا يطلقونها منذ سنوات على المواطنين الفلسطينيين بهدف ترويعهم، ودفعهم لترك منازلهم وأراضيهم بشكل قسري». وأوضح منصور أن هذه الخنازير التي تطلق في الأراضي الزراعية الفلسطينية تهاجم منازل المواطنين الفلسطينيين، خصوصاً في الظلام حيث تنتشر في المنطقة على شكل قطعان .

وأفاد بأن المستوطنين ينقلون الخنازير البرية عبر شاحنات، أو من خلال إطلاقها من المناطق التي تعيش فيها وإطلاق العنان لها للتوجه صوب أراضي ومنازل الفلسطينيين، لافتاً إلى أن المستوطنين يغلقون بوابات المستوطنات محكمة الإغلاق، حتى لا تعود ثانية، إضافة إلى أن تلك الخنازير تتكاثر بشكل سريع في فترة زمنية قصيرة، حيث إن أنثى الخنزير تلد في المرة الواحدة من 12 إلى 14 من الخنازير .

وذكر أن المناطق التي تهاجمها قطعان الخنازير بشكل كبير ومتصاعد، هي: منطقة الأغوار و«وادي الفارعة» و«الناصرية» شرقي نابلس، وبلدة «سبسطية» شمال غرب نابلس، وفي مدن سلفيت وقلقيلية وطولكرم، في المناطق القريبة من المستوطنات والجدار العنصري.

وبيّن مسؤول الإغاثة الزراعية في شمال الضفة الغربية، أن سبب انتشار الخنازير البرية في الأراضي القريبة من الجدار العنصري، كونها منطقة يحظر على الفلسطينيين الوصول إليها، وبالتالي تكون أوكاراً آمنة للخنازير.

وقال المزارع أيمن حمدان من منطقة الأغوار في قرية بيت حسن شرقي نابلس، وهو أحد الذين هاجمت قطعان الخنازير أرضه الزراعية، واعتدت عليه ونهشت قدمه، « كنت في أرضي الزراعية في وقت الغروب، وكنت أحصد بعض المحاصيل الزراعية، وفجأة هاجمني خنزير من بين الأشجار ونهش قدمي، وتمكنت من الفرار، وأصبت بجرح عميق في قدمي بلغ طوله 25 سم، وأجري لي العلاج، وأكد لي الأطباء أنني غير مصاب بفيروس الأنفلونزا».

وأضاف حمدان في اتصال هاتفي بـ«الإمارات اليوم» أن قطعان خنازير هاجمت عدداً من المزارعين في الأراضي الزراعية في قرية بيت حسن، وأصابت ثلاثة منهم . وأفاد بأن الخنازير التي تهاجم الأراضي والمنازل تسير على شكل قطعان غنم، ويضم كل قطيع نحو 20 خنزيراً، منها الكبير والصغير، وهي من النوع الأسود المتوحش، ويصل طول أنيابه إلى نحو 10 سنتيمترات.

وكادت أم أسامة جمعة (59 عاماً) من قرية جمالة غرب رام الله أن تكون إحدى الضحايا بعد أن هاجمها قبل أيام خنزير بري، وهي توجد في أرضها الزراعية التي تقع بالقرب من منزلها، حيث نهش يدها وتسبب في نزيف كبير.

وأوضح عضو مجلس قروي قرية «بيت حسن»، محمد أبوزور، إن المستوطنين يطلقون الخنازير البرية تجاه الأراضي الفلسطينية منذ سنوات ، خصوصاً بعد إقامة الجدار العنصري، حتى تكون خالية لهم، ولكن يتم اليوم إطلاقها بشكل كبير متصاعد على الفلسطينيين وتهاجهم، وتعتدي على الأشجار والمحاصيل الزراعية، وتخربها وتجعل الأرض كأنها محروثة بمحراث. وقال «نحاول التصدي لهذه القطعان من الخنازير بشتى الوسائل البسيطة المتوافرة لدينا، ونتمكن من قتل عدد قليل من الصغير منها، لكن أعدادها كبيرة وأحجامها ضخمة، ولا نستطيع أن نواجهها أو نقضي عليها».

الأكثر مشاركة